التحرش الإلكتروني بالأطفال ؟ تعتبر قضية التحرش بالأطفال اليوم من أكثر القضايا العالمية التي تؤرق المجتمعات في كل مكان حول العالم، والأسرة بالتحديد، فأصبحت الأسرة في حالة من الخوف والقلق على أطفالهم الذين لا يعون شيئاً عن خطورة الحياة وما فيها من ناس متوحشين وقذرين لأن يصل بهم الحد للتحرش بالأطفال.
لم يعد يقتصر الأمر على التحرش بالأطفال بالشوارع، ولكن امتد هذا الفعل الشنيع والعمل القذر ليطال العالم الالكتروني والانترنت ومواقع التواصل الاجتماعي، حيث زادت أكثر ما يكون عليه نسبة التحرش الالكتروني أيما زيادة، والتي لا يمكن تخيلها، فما هو التحرش الالكتروني، وما أسبابه وتداعياته على المجتمع والأسرة والأطفال.
التحرش الالكتروني على الطفل
يعرف التحرش الالكتروني للطفل على انه قيام المتحرش باستخدام الوسائل الالكترونية مثل مواقع التواصل الاجتماعي وغيرها لكي يقوم بتوجيه رسائل او منشورات ذات محتويات جنسية سيئة، سواء كلام جنسي او صور او فيديوهات جنسية، تسبب الازعاج للمتلقي لها، حيث يقوم لمرسل بالتلميح للمتلقي أي الطفل برغبته بالتعرف عليه، الامر الذي يجعل الطفل قد يطلب المزيد أحيانا من الصور والفيديوهات، او يعجبه العبارات والرسائل الجنسية فيطلب المزيد منها، وقد يقوم المتحرش بالطلب من الطفل ان يصور نفسه مثل تلك الصور، وفي حال خضع الطفل لذلك، يجعل المبتز يستخدم هذه الصور لابتزاز الطفل والتحرش الجنسي الالكتروني به، لئلا يقوم بنشرها على مواقع التواصل الاجتماعي.
ويطلق على التحرش الالكتروني بالأطفال او التحرش الجنسي عموماً ب “البيدوفيليا” او ” الغلمانية”، حيث يصف هؤلاء بأنهم مولعين بالطفال ويعتبر اضطراب جنسي لديهم.
نشأة التحرش الالكتروني بالأطفال
بدأت مشكلة التحرش الالكتروني للطفل مع ظهور الانترنت، وبالأخص البريد الالكتروني، حيث كانت في البداية يقوم المرسل او المتحرش بإرسال المحتوى الجنسي الذي يريد ارساله على شكل رسالة spam او تحتوي على محتوى تعارف بجانب بعض الايحاءات الجنسية.
ومع التطور في الانترنت وانتشاره السريع، وظهور الدردشات او غرف المحادثة، ومن ثم مواقع التواصل الاجتماعي، التي سهل وبشكل كبير جداً على التحرش الإلكتروني، ففي دراسة قام بها معهد بوث باروميتر، تؤكد أن الفتيات في سن 5 حتى 18 سنة من أكثر الفئات المعرضة لتلقي عروض تحرش جنسي عن طريق الانترنت، سواء من خلال غرف الدردشات او المنتديات وبنسبة اكبر على مواقع التواصل الاجتماعي، فحوالي 70% من الفتيات تصلهم مكالمات او رسائل ذات دلالات وايحاءات جنسية.
وفي تصريحات لمنظمات الدفاع عن حقوق الطفل، لأكدت ان جرائم التحرش الجنسية ضد الأطفال قد ازدادت بحوالي 15 ضعف في الولايات المتحدة بفعل وجود الانترنت ومواقع التواصل الالكتروني.
وفي دراسة نشرها الموقع الفرنسي فرانس بلو، أكد فيه ان ما يقارب 14% من الطلاب في المرحلة الابتدائية، وحوالي 25% منهم في المراحل المتوسطة يتعرضون للتحرش الالكتروني، الفتيات فوق سن 1 عام هم أكثر الفئات المعرضة للتحرش عبر الانترنت.
أسباب ودوافع التحرش الإلكتروني بالأطفال
تتزايد يوماً بعد يوم مشكلة التحرش الالكتروني بالأطفال، وبالتأكيد فإن هناك أسباب كامنة وراء هذا التحرش، والتي منها:
- غياب الدور الرقابي للأهل يمكن ان نعتبره السبب الأساسي وراء مشكلة التحرش بالاطفال، فكلما زادت الرقابة من الاهل كلما قلت حالات التحرش وقل تعرض الأطفال لها بشكل كبير. ففي دراسة فرانس بلو اكدت ان83% من الأهالي لا يعرفون ماذا يفعل أبنائهم على وسائل التواصل الاجتماعي والانترنت عموماً.
- قد تكون الغيرة واحدة من دوافع التحرش الإلكتروني أيضاً.
- الانتقام يعتبر ايضاً من اسباب التحرش الالكتروني.
- وقد يكون اختلاف الاذواق والسلوك، او ما يمكننا تسميته، بالشذوذ الجنسي، فنجد هناك عدد كبير من الكبار الشاذين جنسياً، حيث بعضهم يفضل التحرش بالأطفال الامر الذي يعتبر مرضي.
- قلة توعية الطفل من قبل الاهل للحدود التي يجب ان يتعامل بها الطفل مع غيره سواء من الأقارب او الغرباء، مثل المصافحة او التقبيل وفرض عليه بعض الأمور عن جله ودون دراية لعواقبها.
كيف أعرف ان طفلي تعرض للتحرش الإلكتروني
تظهر على الطفل علامات بسيطة وواضحة جلياً، غلاباً ما تؤكد تعرضه للتحرش الالكتروني، ومن اهم هذه العلامات:
- يتحول الطفل من استخدام بسيط وعادي للإنترنت الى استخدامه لمدة طويلة وبشكل سري عن الاسرة.
- الميل للعزلة، تعتبر واحدة من علامات التحرش الالكتروني للأطفال، وذلك نتيجة لما يتعرض له الطفل من قل وضغط كبيرين، بالإضافة لضغط المتحرش عليه في تصوير نفسه صور جنسية.
- تجنب الطفل الاستحمام، او العكس حيث يستخدم الحمام بشكل اكبر من المعتاد نتيجة لممارسته العادة السرية.
- قد يصبح الطفل عدواني، وتظهر عليه علامات تؤكد على تغير في سلوكه بشكل واضح وكبير، فيتحكم الطفل بمن هم أصغر منه واضعف منه.
- ظهور علامات القلق والاكتئاب والضغط النفسي على الطفل.
- تراجع دراسي واضح على الطفل.
- فقدان الثقة بالنفس عند الطفل.
- معرفة الجنس بشكل يفوق عمره.
- تقليد الحركات الجنسية.
- الايحاءات الجنسية في رسوم الطفل وكتابته.
وسائل التحرش الإلكتروني بالأطفال
يقوم المتحرش باستخدام العديد من وسائل التحرش الالكتروني، لكي يتحرش بالأطفال، ويستميلهم اليه بسهولة، ومن هذه الوسائل:
- يقول المتحرش باستمالة الأطفال جنسياً من أجل جذبهم اليه، من خلال معاملتهم معالمة لطيفة، وبمحبة كبيرة وزائدة.
- ارسال رسائل ومقاطع او صور اباحية، ذات محتوى جنسي، تجعل الطفل يطلب المزيد منها نتيجة للفضول الزائد لديه.
- يطلب المتحرش من الطفل ان يقوم بتصوير نفسه، سواء بشكل عاري او بشكل طبيعي، ثم يستدرجه لاحقاً ليتم ابتزازه بتلك الصور، ليطلب صوراً اكثر فأكثر.
الطرق الوقائية لحماية الطفل من التحرش الإلكتروني
من اهم الطرق الوقائية التي يتم اتباعها من اجل حماية الطفل من أي تحرش الكتروني قد يتعرض لها:
- اهم وسيلة وقائية لحماية الطفل من أي تحرش الكتروني يمكن في مراقبة ومتابعة الأهل للطفل، ومتابعة استخدامه للإنترنت.
- عدم التردد في ان تصاحب طفلك، كي يخبرك في حال تعرضه لاي عملية تحرش.
- الإجابة على كافة أسئلة طفلك، فلا تدعه يستفسر من أصدقائه او من الانترنت لكي يرضي فضوله.
- ضرورة اخذ الموضوع بجدية والتعامل معه بشكل جدي مع الطفل، والاهتمام بصحة الطفل النفسية.
- توعية الاسرة للطفل بالسلوكيات السليمة والسلوكيات غير السليمة التي يجب على الطفل ان يقوم بها بالأسلوب المناسب.
- التوعية للثقافة الجنسية السلمية عند الشباب.
- عمل حملات توعوية للأطفال والشباب والمدرسين والاباء لتحسين معرفتهم بالمخاطر المترتبة على الاستغلال الجنسي للأطفال الناتج عن استخدام الانترنت، ووسائل التواصل الاجتماعي.
- توعية الأطفال بالوسائل التي تمكنهم من حماية انفسهم في حال تعرضوا التحرش الإلكتروني للاطفال، ومساعدتهم على الإبلاغ عن أي حالة استغلال جنسي لهم، وطلب المساعدة عند الحاجة.
عقوبات التحرش الإلكتروني بالأطفال
- ضرورة فرض عقوبات على الأهالي الذين يرفضون ان يبلغوا على تعرض أولادهم للتحرش الالكتروني، الأمر الذي يجعل الطفل يعتاد على هذا السلوم السيء، والذي يستمر معه حتى يكبر.
- فرض عقوبات على كل من يتهاون من مؤسسات حماية الطفل او الاسرة او حتى الشرطة او في المدرسة في مسالة التعامل مع أي بلاغ يقدم لهم من قبل الطفل او الاهل عن وجود حالة تحرش الكتروني مع الطفل.
- مطالبة الجهات التي تعني بالعنف الجنسي والتحرش الالكتروني بأن تعلن على حساباتها الرسمية بالعقوبات التي يجب ان تفرض على كل متحرش، ما يعطي الأهالي نوعاً من الأمان والثقة بمصداقية الدولة.
- تنص بعض الدول بقانون يفرض على المتحرش بالحبس 4 سنوات، وفي بعضها لمدة عام وغرامات مالية طائلة، مع مصادرة كافة اجهزته الالكترونية والتقنية.
- وفي حال تكرر الفعل من الجاني يسجن مرة أخرى مع دفع غرامة مالية طائلة، مع حبس ما لا يقل عن 5 سنوات.
اقرأ ايضاً: أمثلة على الجرائم الالكترونية وكيف نتصدى لها؟
وهكذا نرى ان ظاهرة التحرش الالكتروني للأطفال، قد تكون من اخطر الظواهر التي تؤثر على نفسية الطفل وحياته، وتهدد استقرار الاسرة وامنها وامن اطفالها، لذا من الضروري وبالدرجة الأولى ان يكون الاهتمام الأول والكلي من جهة الأهل، من خلال التوعية والرقابة والمتابعة المتسمرة لأطفالهم، لئلا يقعوا في مثل هذه الكارثة، والتبليغ عن أي فعل في حال اكتشاف تعرض الطفل لأي تحرش الكتروني، وضرورة معاقبة كل من يتهاون في مسالة التبليغ عن المتحرشين.
جميع الحقوق محفوظة لشركة سايبر وان المختصة في الامن السيبراني والجرائم الإلكترونية لا يحق لكم نقل او اقتباس اي شيء بدون موافقه الشركة سيعرض صاحبه للمسائلة القانونية.
للتواصل info@cyberone.co
00972533392585