ابتزاز الأطفال عبر الانترنت، مع الانتشار السريع والكبير للإنترنت وخاصة مواقع التواصل الاجتماعي، الأمر الذي أدى لزيادة أعداد وحالات الابتزاز الالكتروني لأغلب الفئات وخاصة للأطفال والمراهقين، حيث يعتبرون هم أكثر فئة معرضة للابتزاز عبر الانترنت، ولعل اهمال الأهل وعدم المتابعة والمراقبة لهم باستمرار هو العامل الأساسي والأول لهذه المشكلة الكبيرة، التي قد تؤثر عليهم وعلى مستقبلهم كأطفال، وعلى حياتهم من جوانب نفسية واجتماعية وغيرها من الجوانب.
مشكلة الابتزاز عبر الانترنت من أكثر المشاكل خطورة على صحة الطفل النفسية، والتي قد تكون نتيجة لعدة أسباب، همها وابرزها اهمال الأهل، وعدم دراية الطفل بالشكل المطلوب لما يجب ان يقوم به في مثل هذه المواقف.
ما هو ابتزاز الأطفال عبر الانترنت
يعرف ايضاً باسم الابتزاز الالكتروني للأطفال، وهو عبارة عن عملية تستخدم أسلوب التهريب والتهديد للطفل او الضحية، حيث يتم الحصول على صورة او فيديوهات خاصة له، من خلال يجعله يصورها باستخدام طرق خاصة وخبيثة، من أجل ابتزازه فيها لاحقاً، مقابل ان يقوم بدفع مبلغ مالي او لكي يتم استغلاله جنسياً عبر الانترنت لصالح المبتز.
وتزايدت جرائم ابتزاز الأطفال الإلكتروني، نتيجة لانتشار الانترنت بشكل كبير بين الصغار والكبار، وقد يكون التأثير على الصغار اكبر بكثير، في ظل استخدامهم لمفرطة للأجهزة الالكترونية والانترنت، واستخدام مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة، وغياب الرقابة من قبل الاهل.
مواقع التواصل الاجتماعي وابتزاز الأطفال عبر الانترنت
مواقع التواصل الاجتماعي، او تلك الكارثة الحقيقية التي تهدد بيوتنا، واطفالنا الآمنين فيها، فكل دقيقة نهمل فيها أطفالنا، في ظل تواجدهم على الانترنت، يعود الأمر على أطفالنا بكوارث عليهم، قد تعرض بيوتنا واولادنا للدمار.
وفي إحصائية قمنا بها في شركتنا (سايبر وان) في الوطن العربي، بعد بحث دام 18 شهر من خلال معالجة قضايا متابعة المواقع الإباحية، حيث أظهرت النتائج اعداد صادمة لتعرض المواطنين والأطفال على وجه التحديد لعملية الابتزاز عبر الانترنت على مواقع التواصل الاجتماعي، والتي اكدت ان حوالي 1720 طفل اعمارهم بين 10-15 عام يشاهدوا مواقع اباحية بشكل مباشر ودون وجود أي رقابة.
بينما تعرض حوالي 350 طفل أعمارهم بين 7-15 سنة لمشاهدة المقاطع الجنسية والاباحية بطريق غير مباشرة، والذي قد يؤثر على تفكير الطفل في هذه الأمور والرغبة في معرفة المزيد عنها، ومحاولة تجربتها فعلياً سواء بشكل الكتروني او واقعي.
وقد تعرض حوالي 520 طفل أعمارهم بين 10-15 قد تعرضوا للابتزاز والتهديد الجنسي عبر الانترنت، وقد تعرض ما يقارب 2713 طفل بين 9-15 عام للتحرش الجنسي على مواقع التواصل الاجتماعي.
بينما يخضع حوالي 850 طفل من عمر 10-16 سنة سنوياً للابتزاز الجنسي من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، بدون ان يخبروا أهلهم!
وفي نفس الإحصائية، تم تأكيد ان حوالي 395 طفل أعمارهم بين 12-16، قد تم اقناعهم محاولة الخوض في تجرب التحول الجنسي، من خلال قيامهم بمتابعة بعض الشخصيات المتحولة جنسياً على مواقع التواصل الاجتماعي قد تروج للأمر بشكل صريح او غير صريح، والتي تؤثر اكثر ما يكون على عقول الأطفال والمراهقين، والتي قد تولد لديهم امراض جنسية وهوس بالتحول الجنسي، والتي قد تؤثر عليهم وتجعل منهم جيل مشتت ذهنياً، وقد يرغبوا في خوص هذه التجربة بشكل صريح، اذا لم يتم التعامل معها بالفعل.
وما يزيد الأمر خطورة في هذه قضايا التحرش والابتزاز الالكتروني عبر مواقع التواصل الاجتماعي والانترنت عموماً، ان الأطفال يرفضوا ان يخبروا أهلهم بما يتعرضوا له، ما يجعل الأمر يزيد حدة وخطورة والتي قد تؤثر على سلوكيات الطفل ونفسيته، وجره لمزيد من الابتزاز والاستغلال الجنسي.
أسباب ابتزاز الأطفال عبر الانترنت
تعود قضية الابتزاز الالكتروني للأطفال، لعدة أسباب، التي تساهم في انتشار مثل هذه الجريمة، وهي:
- يعتبر دور الرقابة الاسرية وضعفها واهمال الأمر من متابعة وتوجيه للأطفال من قبل الأهل، من اهم الأمور والأسباب المؤثرة على ظهور وتفاقم مشكلة ابتزاز الأطفال الكترونياً.
- يعتبر التفكك الاسري وطلاق الوالدين، او موت أحدهما او كلاهما، عاملاً مهماً أيضاُ في انتشار مشكلة ابتزاز الأطفال عبر الانترنت.
- مرافقة أصدقاء السوء، وهو الامر المهم في التأثير بشكل قوي على الأطفال.
- انتشار الانترنت واستخدام الأجهزة الحديثة بشكل كبير من قبل الصغار قبل الكبار، ساهم في تزايد حالات الابتزاز الالكتروني بين الأطفال وانتشارها بشكل كبير.
علامات ابتزاز الأطفال عبر الانترنت
هناك العديد من العلامات التي تؤكد على ان الطفل تعرض للابتزاز الالكتروني، ما يلي:
- استخدام الطفل للإنترنت بشكل يومي ومتكرر خلال اليوم بشكل اكبر من المعتاد عليه.
- الخوف والقلق والاكتئاب المسيطرين على الطفل وحالته النفسية السيئة.
- عدوانية الطفل.
- ميل الطفل للانعزال عن الاسرة والأصدقاء، في محاول منه للهروب مما يحدث.
- التراجع على المستوى الدراسي.
- عدم استخدام الحمام بالشكل الطبيعي، او استخدامه بكثرة عن المعتاد.
في حال تعرض ابني للابتزاز عبر الانترنت ماذا عليا ان افعل
في حالت عرضك ابنك او ابنتك لعملية ابتزاز الكتروني، وقد عرفت ذلك، فعليك ان تتبع ما يلي:
- ان تقوم الاسرة بالدور التربوي والتثقيفي لأطفالهم منذ الصغر، بحيث يكون التوجيه لكل فئة عمريه حسب فهمها، في حال تعرضهم للابتزاز الالكتروني او التحرش.
- ضرورة بناء علاقة واضحة وصداقة بين الوالدين وابنائهم، لكي يقوموا بإخبارهم في حال تعرضوا لموقف ابتزاز عبر الانترنت، وثقيفهم بعدم الخضوع للمبتز فيما يطلبهم، مع منح الطفل الشعور بالثقة والأمان من قبل الأهل، لكي يتشجعوا على اخبار أهلهم في حال تعرضوا لأي قضية ابتزاز.
- الرفع من مستوى الرقابة الذاتية لدى الأطفال، والتي تزيد من ثقة الطفل بنفسه وبقدراته، وبرفضه من البداية لأي فعل شاذ وجنسي قد يتعرض له.
- كما ان هناك دور أساسي ومهم للتنشئة الاجتماعية والتربوية للطفل منذ الصغر، فغالباً من يتربى في بيئة آمنة وخالية من التعقيدات، وتقبل الراي الآخر حتى وإن كان مخالفاًـ وتسمع للآخرين ولكل افراد الاسرة وبدون تمييز، تزداد فيها نسبة الأطفال الواثقين من انفسهم ومن عائلاتهم، ما يقلل من التعرض لابتزاز الأطفال عبر الانترنت، والعكس صحيح.
نصائح للحماية الاطفال من الابتزاز الالكتروني
لابد للطفل ان يتم توعيته منذ الصغر لأن يتبع مجموعة من النصائح والارشادات، لئلا يتم استغلاله او ابتزازه الكترونياً او حتى على ارض الواقع:
- الصور الشخصية الخاصة جداً عدم التقاطها او حفظها على أي أجهزة الكترونية، او حتى مشاركتها مع أي شخص مهما كان مقرب ام بعيد.
- معرفة الشخص الذي نقبل طلبات الصداقة منه على الانترنت جيداً، وان لا نتعامل مع أي شخص لا نعرفه.
- عدم النقر او الولوج لأي روابط او إعلانات مشبوهة، او لا يرتادها الكثيرون من رواد مواقع التواصل الاجتماعي، التي قد تكون عبارة عن مصيدة ليتم إيقاع الأطفال وابتزازهم.
- عدم مشاركة أي معلومات تخص العائلة على مواقع التواصل الاجتماعي، لئلا يتم استغلالها لاحقاً في الابتزاز الالكتروني.
مقومات التنشئة الصحيحة لدى الأطفال لئلا يتعرضوا للابتزاز
من اهم مقومات غرس القيم الجيدة والتنشئة الاجتماعية الصحيحة:
- الارشاد والتوجيه الصحيح والسليم للطفل، حيث ينشأ الطفل وهو لا يعرف في هذه الحياة، ولكن بالتنشئة الصحيحة والسليمة من لخال التوجيه والإرشاد، يتعلم كيف يتعامل مع الحياة، وما هو الصح من الخطأ.
- السلوم ومرونته، حيث يتعلم الطفل من مواقف الحياة والتجارب المختلفة التي يمر بها.
- تفاعل الطفل م المجتمع المحيط به، حيث يولد الطفل وهو بحاجة لان يتفاعل مع غيره، فالإنسان بطبيعته اجتماعي، ويحب التواصل مع الغير، الامر الذي يبلور شخصيته بشكل كبير، ويساعد في تشكيلها، ولتي يجب ان تكون بيئة صحية وسليمة.
وهكذا نرى ان ابتزاز الأطفال عبر الانترنت، من اكثر المشاكل التي تواجه الأطفال في وقتنا الحالي، والتي تهدد امان الاسرة واستقرارها، وصحة أبنائها النفسية والجسدية، والتي قد تودي بهم للموت او الانتحار، وظهور العديد من المشكلات المتعلقة بالصحة النفسية لدى الطفل، لذا يجب ان تكون رقابة الاهل ومتابعتهم لأطفالهم هي اول شيء يتم فعلها واتباعه من قبل الاهل لئلا يقع أطفالهم ضحية للابتزاز الالكتروني.
جميع الحقوق محفوظة لشركة سايبر وان المختصة في الامن السيبراني والجرائم الإلكترونية لا يحق لكم نقل او اقتباس اي شيء بدون موافقه الشركة سيعرض صاحبه للمسائلة القانونية.
للتواصل info@cyberone.co
00972533392585