تعريف الابتزاز السياسي
الابتزاز السياسي هو العملية الابتزازية التي لا يوجد لها تحديد نوعية الأطراف، من الممكن ان يكونوا افراد مقابل افراد ومن الممكن ان يكون مجموعات مقابل مجموعات او حتى مؤسسات مقابل مؤسسات، وذلك ككافة أنواع الابتزاز تترتب اطرافه بحسب ترتيب الأهداف منه. يظهر الابتزاز السياسي منذ القدم مع اختلاف الأدوات وذلك عبر الأدوات المتاحة في كل زمن ووقت.
اليوم تترتب كل عمليات الابتزاز السياسي حسب التقنيات الالكترونية والمنصات الاجتماعية التي تتعدى نسبة استخدامها ال80 بالمئة من سكان الأرض. وفي ظل التنافس السياسي والاجتماعي والاقتصادي الذي يزداد حدته مع مرور الوقت فإن الأدوات والاهداف تزداد خطورة. من الممكن ان يتوصل الطرف الأول “المبتز” الى معلومات وبيانات حساسة حول الطرف الاخر “الضحية” بأساليب قرصنة الكترونية واختراق الأجهزة والحسابات المهمة التي تحتوي بيانات وتسريبها وحفظها في ملفات خاصة للمبتز لتوفر له فرصة بالحصول على أهدافه التي تكون في هذه الحالة أهدافا سياسية واستراتيجية.
هذا النوع من الابتزاز ينتشر بطريقة رهيبة في فترات الانتخاب والتصويت خاصة فيما يخص العمليات الانتخابية شديدة التنافس، وفي السنوات الأخيرة خاصة صار تفعيل فكرة الجيش الالكتروني اقوى من السنوات الماضية، وذلك بعد انتشار فكرة انشاء صفحات الكترونية ومنصات تدعم المرشحين وتقوم بالتسويق لهم من خلال مواقع التواصل الاجتماعي. وكما ان لكل مقام مقال فإن لكل معركة سياسية حرب الكترونية توازن قوتها على ارض الواقع، على سبيل المثال فإن الميزانيات التي تدفع لتمويل الصفحات السياسية في الدول العظمى تكون ضعف المبالغ التي تدفع مقابل التمويل لمشرحي الانتخابات المحلية.
كيف يمكن الوصول الى البيانات المهمة التي تستند عليها عملية الابتزاز؟
- يتم ارسال روابط تحمل فايروس اختراق لأجهزة الضحية: بمجرد ان يفتح الملف من جهاز الضحية حتى يتم تسريب كافة المعلومات السياسية الحساسة التي تخص الجهة المحددة وحفظها ليتم مفاوضة الجهة الأخرى بالتنازل عن معركة سياسية ما او إعطاء مناقصة مقابل عدم نشر هذه البيانات الحساسة.
- يتم اختراق الحسابات الشخصية للأشخاص ذوي المسميات الوظيفية السياسية واستغلال ثغرة ما مثل صور ذات طابع حساس وبيانات في غاية الأهمية الشخصية وابتزاز الشخص بأن يتم التنازل عن مصلحة سياسية مقابل حفظ سمعته الشخصية.
- يقوم المبتز بمحاولات اختراق تهدف للوصول الى المحادثات الالكترونية بين طرفين من نفس التوجه السياسي ويقوم بتسريب المعلومات الحساسة او المواضيع الشخصية التي يتكلمان بها، بذلك يشكل أداة ضغط على طرفين من نفس الجهة المتنافس معها ويصير رصيد المبتز اقوى من جمع معلومات شخص واحد.
- الاسقاط الجنسي: يتم ارسال الروابط التي تحمل محتويات اباحية وجنسية لأحد أقارب الضحية من الدرجة الأولى في غالب الأحيان وعند استدراجه وتلفيق فيديوهات له او تسريب بياناته تصير المفاوضة بين الجهة المبتزة والجهة الضحية حول بيانات قريبه والمحتوى الحساس الذي يملكه.
- التوصل الى المحول الالكتروني او الراوتر الأساسي للمؤسسة السياسية فيما يتم تسريب كافة البيانات والمعلومات المهمة عن الجهة والمفاوضة حول اعادتها او حفظها من الانتشار مقابل تنفيذ أوامر المبتز السياسي الذي يكون في الكفة المقابلة، وفي حالات أخرى بعد تسريب هذه البيانات تقوم الجهة المبتزة بإرسال المعلومات الى اطراف تأييدها فيما تتم الاتفاقيات حسب خطة ممنهجة معتمدة على خطط الطرف الاخر.
تتعدد الطرق والأساليب ولكن الهدف في عمليات الابتزاز الالكتروني هو هدف محدد ومتفق عليه، وهو جعل جهة سياسية تخضع للجهة الأخرى دون المحاولة لأدنى الطرق بالدفاع عن حريتها في الانتخاب والتمثيل الجماهيري.
ولكن..
ما هي طرق مواجهة الابتزاز السياسي؟
- رفض التعامل مع أي روابط او رسائل مجهولة المصدر تصل الى البريد الالكتروني الخاص بك او الخاص بالمؤسسة التي تعمل بها تحسبا لأي محاولة اختراق ينتهي أمرها بإدانتك بشكل تام بتسريب محتوى ومعلومات مهمة عن الجهة التي تعمل بها.
- عدم الدخول الى أي روابط او مواقع تحمل محتوى جنسي حساس او اباحي، خاصة عند الحديث عن جهات الاتصال الخاصة بمجال عملك ليس فقط الجهات الشخصية، لأن هذه الروابط والمواقع هي الأكثر عرضة للاحتراق والقرصنة الالكترونيين خاصة فيما يخص الأشخاص المستهدفين والذين من الممكن ان يعود ابتزازهم بمنفعة مادية لجهات أخرى.
- عدم التواصل مع أي رقم هاتف غريب او أي رقم يصنف “spam” على مواقع التعرف على هوية الأرقام الهاتفية وجهات الاتصال، هذه الأرقام في غالبية الامر تكون ارقام موظفة بزرع فايروسات وشبكات اختراق داخل أنظمة الحاسوب والأجهزة الذكية مما يضمن تعقبا جغرافيا وتسجيلا كاملا للبيانات والمعلومات المهمة.
- عدم تبادل المعلومات المهمة مع أي جهة كانت على مواقع التواصل الاجتماعي او المنصات الالكترونية مهما كان الشخص مقربا ومهما كانت سياسة الخصوصية نسبتها عالية، وتذكر دائما بأنه لا يوجد أي موقع مشفر بشكل تام في حال لم تقم بتثبيت برامج موثوقة للتشفير، ولا يوجد أي محادثة لا يمكن اختراقها من اشخاص اخرين.
- لا تقم بمشاركة البيانات والمعلومات المهمة التي تخص المؤسسة او أصحاب العمل الذي تعمل به خاصة فيما يتعلق بالعمل السياسي والاجتماعي، فإن المنصات الخاصة بالجهات السياسية هي اكثر الجهات المعرضة للمراقبة الشديدة وللاختراق بهدف معرفة ما تملكه ملفاتها من بيانات سرية مهمة ومعلومات حول الجهة التي تعمل لديها.
- توجه فورا الى مراكز الاختصاص عند شعورك بأن الرسالة او التواصل الذي يتم معك غير مريح وتكمن مصالح من ورائه من شأنها ان توقع بالجهة السياسية التي تعمل لصالحها. فالمراكز المتخصصة من شأنها اعطاءك توعية كاملة لكيفية التعامل مع مثل هذا النوع من الاختراقات ومحاولات الابتزاز الالكتروني السياسي، وبإمكانها تتبع الجهات التي تتواصل معك وتقدم لك ملاحقة قانونية ومحاكمة قضائية بعد كشف هوية المبتز.
المجتمعات العربية هي اكثر المجتمعات والمساحات التي تشن فيها الحروب في فترة الانتخاب والترشح لأي منصب كان وكل من يعمل في هذا السلك معرض لأن يساءل او يلاحق او يتم ابتزازه على خلفية التراجع عن قرار معين او التخلي عن منصب معين، ولكن في هذا النوع من الابتزاز ليس من شأن المبتز ان يؤذي الجهة المنافسة سياسية له فقط بل يتم ابتزاز الأشخاص المقربين ودائرة الشخص الاجتماعية وكافة افراد اسرته، فالمنافسة الانتخابية والسياسية بشكل عام تشكل أهمية عظمى في بلاد الصراع السياسي المستمر منذ عقود، لذلك من الضروري جدا ان يتبع الأشخاص عدة أمور تحميهم من التعرض لمثل هذه القضايا الخطيرة والمؤذية.
اما عن مراكز الاختصاص فهي تدرس كل حالة بحسب ظروف حدوث الجريمة الالكترونية فيها والاخذ بعين الاعتبار كافة التفاصيل والاحداث فيما يضمن للشخص ان يجد حلا كاملا لقضيته بدءًا من إيجاد حل لقضيته وانهائها قبل حدوث كارثة وصولا الى رفع قضايا جنائية قانونية بحق الأشخاص المبتزين الذين يخرقون كافة البروتوكولات الخاصة بالحريات والحقوق الديمقراطية لسكان العالم.
لذلك اذا تعرضتم لأي نوع من أنواع الابتزاز توجهوا الى مراكز الاختصاص والإرشاد الالكتروني وتذكروا دائما ان المبتز هو المذنب والمجرم وانتم أبرياء مهما كانت خطورة المعلومات والبيانات التي يملكها المبتز، للتواصل مع مركز سايبر وان في حال تعرضتم لقضايا مشابهة:
+972533392585
972505555511+