التشهير الإلكتروني في معناه الاصطلاحي هو شهرة ما كان خفي أي نشر البيانات او المعلومات التي تحدث من خلف الستار واظهارها الى العلن،
في غالبية الأحيان يكون الأحيان يكون التشهير يحمل هدف سيء يؤدي الى فضح شخصية معينة او مجموعة من الأفراد ولكن للتشهير وجهة نظر أخرى تخدم فكرة المعرفة للجميع وحق الجمهور بالإلمام بكافة التفاصيل التي تحيط الأشخاص الذين يؤثرون بشكل مباشر وغير مباشر على حياتهم.
تعريف التشهير علي الانترنت
تباعا لذلك فإن التشهير الإلكتروني هو نشر امر ما او لفت نظر الرأي العام نحو قضية معينة هي حادثة تحتمل اكثر من تفسير واكثر من وجهة نظر،
فالقانونيين على سبيل المثال وصفوا التشهير الالكتروني على انه أداة ردع خاصة في الحديث عن المجتمعات التي تقضي اوقاتا مضاعفة على الحياة الافتراضية مقارنة بالحياة الواقعية، وفيما يخص الرأي العام الذي يوظف اكثر من نصف جهده على التركيز على القضايا المطروحة على المنصات الالكترونية اكثر من الموثقة بالأوراق على ارض الواقع، وذلك ليس من شأنه ان يخلق نوعا من التعجب فالمجتمعات في كل العالم تستخدم الانترنت بنسبة تفوق ال90 بالمئة.
وحتى الاخبار التي تتشكل على ارض الواقع صارت تتناقل عبر الشبكة العنكبوتية اسرع إضافة الى الحسابات الرسمية التابعة لأصحاب اتخاذ القرار ورؤوس السلطات المسيطرة في العالم ومحليا.
كل هذه المؤشرات تزيد من احتمالية تقبل فكرة التشهير بظاهرة معينة او سلوك غير مقبول اجتماعيا وضمنيا حسب بروتوكولات المجتمع، وبين نقد هذه الظواهر ومراعاة فكرة الحريات والديمقراطية التي تضمن حق الخصوصية والتعبير عن الاختلاف دون الانصياع الى الركائز التي ليس بالضرورة تنفيذها.
ما هي المنصات الأكثر تعرضا للتشهير الإلكتروني؟
بحسب الاحصائيات المستمرة فإن موقع فيسبوك هو الأقوى عالميا بذلك فإن عملية التشهير عبر فيسبوك هي الأقرب للناس وللرأي العام، اما في حالة التشهير الالكتروني السياسي فإن تويتر هو المنصة الانجع حيث انها المنصة الأكثر رسمية بين كافة المواقع والمنصات الالكترونية بذلك يسهل على صاحب فكرة التشهير إيصال السلوك الى الجهات المختصة بالرأي العام بشكل اسرع.
والتشهير الالكتروني مثله مثل أي ظاهرة الكترونية أخرى، لها العديد من الأوجه والأشكال
ما هي أنواع التشهير الإلكتروني
- اسقاط الوثائق: هذا النوع من أنواع التشهير الالكتروني يشتهر بين افراد العمل السايبراتي الجيد، أي ان افراد السايبر يقومون بجمع معلومات لهوية الشخص الحقيقية وبياناته الكاملة ويتم نشرها بهدف حماية الأشخاص التي من الممكن ان يقوم هذا الفرد بأذيتهم. الجمعيات الحقوقية انقسمت بين مؤيد وناقد حيث اعترفت بأهمية هذا النوع من التشهير لتشكيل درع حامي من عمليات الابتزاز الالكتروني الناتجة عن الأشخاص الذين لا يدخلون بهوياتهم الحقيقية الى المنصات الالكترونية، ولكن في نفس الوقت اعتبرت ان الموضوع يقلل من مصداقية حفظ الخصوصية لكافة الافراد في العالم.
- اباحيات الانتقام: يعتمد هذا النوع من التشهير على الاذية المباشرة للضحية حيث يقوم اشخاص بجمع معلومات الشخص الذي يودون الانتقام منه نتيجة خلاف سابق، تبدأ العملية بجمع صور جنسية اباحية له ومقاطع فيديو ونشرها عبر مواقع التواصل الاجتماعي مع كافة معلوماته وبياناته من مكان سكنه الى عمله الى تفاصيل حياته اليومية مما يشكل بعد ذلك ملاحقة له واهداف اذيته جسديا وهذا النوع من أنواع التشهير يؤدي الى الموت في بعض الأحيان وهذا ما رفضته المؤسسات الحقوقية رفضا تاما وأصدرت قوانين عالمية تستهجن هذا التصرف وتضع عقوبات على كل من يخل بها. إضافة الى كافة التأثيرات فإن الأشخاص الذين لا يتعرضون للموت او الأذى الجسدي يتعرضون لطرد من العمل وفي غالبية الأحيان لا يستطيعون إيجاد عمل اخر.
- مراجعات سلبية: التعليقات والتصنيفات السيئة التي تشنها مجموعات من القراصنة الالكترونيين الذين يشنون هجمات قرصنة على مؤسسة ما او تطبيق معين كتصفية حسابات او محاولة هبوط اسهم شركات منافسة لهم، ومن خلال التقييم يدخل المجموعات المخترقة ويتركون اراء سلبية حول منتج معين او حول المؤسسة ككل وبذلك تضمن ردود فعل سلبية من الأشخاص الذين يهتمون باراء الاخرين، وبذلك تحقق هذه الجماعات انتقاما وتصفية حساب عن طريق نوع اخر من أنواع التشهير الالكتروني.
- التشهير الحكومي: هذا النوع من أنواع التشهير يكون فيه رأس الحربة الحكومات، وتعتمد بأساليب التشهير على ان تستطيع اخماد نوع من أنواع المخالفات القانونية والاجتماعية والبيئية، على سبيل المثال تطلق الحكومة بيانا رسميا عبر مواقع التواصل الاجتماعي عن افتقار بعض المحال التجارية لأدنى شروط السلامة مع اسم المحل وتفاصيله، تحقق الحكومة معرفة للناس حول جودة الأماكن التي يترددون لها في نفس الوقت يعتبر الامر تهديدا للمحال الأخرى المخالفة، ويعتبر الموضوع إعطاء فرصة للمخالفين بأن يتراجعوا عن المخالفة التي يرتكبونها.
هذه كانت اهم اشكال التشهير الالكتروني المعتمدة في مجتمعاتنا ولكل جهة استخدام يختلف عن الأماكن الأخرى ولكن يجب دراسة سلبيات وايجابيات كل خطوة قبل الاقدام بتنفيذها لندرس احتمالية الحاق الأذى بالغير وتجنب ذلك.
في السياسة يختلف موضوع التشهير قليلا، فالهدف الأساسي منه يكون اضعاف جهة معينة مرشحة لمنصب ما مقابل جهة أخرى، تعتمد الجهة على تصويب الأنظار نحو سلوك او تصرفات اشخاص داخل المنظومة المنافسة وتسليط الضوء على كل مخالفة من الممكن ان يقوم بها الافراد بما يخالف مفاهيم المجتمع واعتباراته، وبعد جمع هذه المعلومات يقومون بنشرها مع اتاحة المجال للتعليقات الالكترونية وتوظيف كافة الأشخاص المؤيدين لهم بتأكيد سلوك الجهة المنافسة المخل، مما يشحن الجو الالكتروني بالتوتر ومن الممكن ان تجر الأمور الى خلافات شخصية بين الافراد على ارض الواقع، وفي الكثير من المواقف تم فصل اشخاص ذوي مناصب مرموقة من عملهم نتيجة المعلومات التي نشرت عنهم على العلانية وساعدت في صياغة الرأي العام الرافض لهم.
ما هي عقوبة التشهير الالكتروني في مواقع التواصل الاجتماعي؟
بعد عرض تضارب الآراء بين مؤيد ومعارض للتشهير الالكتروني هل فرضت عقوبات على المشهرين عبر مواقع التواصل الاجتماعي ام بقي الموضوع من غير المقبول البت والتعميم به؟
ان التشهير يعتبر جريمة حقيقة وسنت لها لوائح اتهام وعقوبات تفرض على منفذها في حين ان المنفذ كان ينوي بنية تامة الحاق الأذى الجسدي او النفسي او الاجتماعي او حتى الاقتصادي بالشخص الاخر، وتترتب لائحة الاتهام بحسب حجم الجريمة فبالطبع من أدى تشهيره الى الحاق الضرر الجسدي وتعريض حياة الناس الى الخطر ينزل عليه اقسى العقوبات باعتباره قام بالمس بالقانون الرئيس في القوانين الطبيعية للإنسان وهو حق الحياة وسلامة الجسد، اما التشهير الذي يأتي من مؤسسة قانونية وهدفه إعطاء المعلومات للناس وللجمهور الذي يتردد الى مؤسسات تخل بالنظام والقوانين العامة فلا عقوبة لذلك في حال طرح موضوعه بشكل موضوعي وحيادي ودون ان يشخصن الأمور.
في كل الأحوال ان التشهير هو أداة لرد فعل سلبي ولهدف في غالبية الأحيان لا يكون قانوني وهدفه الاذية بشكل مباشر لذلك فأن القضية التي تحتمل حلا قانونيا تحت غطاء القضاء يجب ان لا نحرفه ونوجهه الى الجماعات المخترقة للخصوصية، بناء على ذلك اذا تعرضت لأي نوع من أنواع التشهير لا تتردد في التواصل مع مركز سايبر وان عبر الرقم الاتي:
+972533392585
972505555511+