ما هو التنمر الإلكتروني ، أسبابه وطرق علاجه؟ التنمر هو سلوك عدواني متكرر يهدف إلى إيذاء شخص آخر جسديًا أو نفسيًا. مع تطور التكنولوجيا، انتقل التنمر إلى الفضاء الإلكتروني، حيث أصبح أكثر خطورة بسبب انتشاره الواسع وصعوبة إزالته.
والكثير من الاهل يسألون دوما حول معنى كلمة التنمر الإلكتروني وما هي المعايير التي تحدد ان الكلام الذي يقال تنمر او مجرد مزاح لأن بين الاثنين شعرة رفيعة، في هذا المقال سنتعرف على كافة التفاصيل حوله.
ما هو تعريف التنمر؟
التنمر هو أي سلوك عدائي يتضمن الإساءة الجسدية، اللفظية، أو النفسية للآخرين، سواء في المدرسة، العمل، أو حتى عبر الإنترنت.
وازداد اهتمام المجتمعات بتفسير كلمة ومعنى التنمر بعد ان ارتفعت نسبة الأطفال والشبان الذين اقدموا على الانتحار بسبب تعرضهم للتنمر المتواصل وطويل الأمد، حيث تعرضوا لامراض واضطرابات نفسية بسبب قلة وعي المجتمع الذي يحيط بهم وانتهى بهم الامر باتخاذ قرار بعدم الاستمرار في الحياة نتيجة قسوة كلمات وسخرية الناس والمجتمع منهم.
ما هو التنمر الإلكتروني
التنمر الإلكتروني هو استخدام التكنولوجيا (مثل وسائل التواصل الاجتماعي، الألعاب الإلكترونية، والبريد الإلكتروني) لمضايقة أو تهديد أو إذلال الآخرين. يشمل ذلك نشر الشائعات، إرسال رسائل مسيئة، انتحال الهوية، أو حتى مشاركة صور محرجة دون إذن.
وعادةً ما يتعرض الاشخاص الى عمليات سخرية وتقليل شأن من قبل اشخاص اخرين بسبب ميزة او صفة فردية او جماعية لدى الأشخاص، فالتنمر من الممكن ان يستهدف شخص واحد بصفة فردية له مثل ان طفل يملك مرض البهاق يتم السخرية منه والتقليل من شأنه نتيجة اختلاف في شكل جسده فقط دون الالتفات الى النمو والتقدم العقلي الذي من الممكن ان يفوق القدرة العقلية الموجودة لدى الشخص المتنمر، والتنمر الجماعي هو السخرية من انتماء او صفة او فكرة تجمع مجموعة من الافراد.
فعلى سبيل المثال من الممكن ان يتلقى مجموعة من النباتيين تنمرا اجتماعيا الكترونيا لمجرد انهم مختلفون ولا يتبنون أفكار غالبية افراد المجتمع الذي ينتمون اليه. في كلتي الحالتين ان التنمر ينبع عن اشخاص جاهلين او غير سويين أخلاقيا لأنه يجر الشخص الذي يتعرض للتنمر الى دائرة الشك حول قدراته وحول ملائمة وجوده في المجتمع.
ما هي أسباب التنمر الالكتروني cyberbullying؟
- الاختلاف: عندما يكون الشخص مختلفا عن الجماعة بالشكل او بالفحوى فهو معرض للتنمر الناتج عن الاستغراب، حول الأسباب التي جعلت هذا الشخص لا يشبه الجماعة، وفي غالبية الأحيان يكون الشخص متميزا عن الجماعة ويأتي التنمر كمحاولة احباط وكسر له لألا يستمر في التفوق على الجماعة.
- الاضطرابات النفسية: في بعض الأحيان يكون المتنمر يملك اضطرابات نفسية تجعله يحس بعقدة النقص، وتفريغا لذلك وكمحاولة اثبات العكس يقوم بالبحث عن نقاط الضعف او الاختلاف لدى الأشخاص الاخرين ويستمر بالحديث عنها والنشر عنها الكترونيا ليثبت بأنه ليس اقل من الاخرين بل هم من اقل منه .
- الخلافات الشخصية: تعتبر الخلافات الشخصية من اهم الأسباب التي تدفع بالمتنمر الى ان يتنمر وذلك يأتي بعد خلاف او مشكلة بينه وبين احد الأطراف من نفس جيله، ويكتشف ان الطريقة الانجع للانتقام هي نشر المعلومات التي تخص الضحية والحاق الأذى النفسي بها من خلال التنمر لكي يشبع رغبة الانتقام .
- الجهل: اهمال الاهل لأبنائهم وعدم متابعة أساليب تربية أخلاقية تفرض عليهم تقبل كافة الأشخاص في المجتمع بكافة اختلافاتهم تؤدي الى استغراب الأطفال من أي اختلاف يواجهونه في الأشخاص الاخرين ويقومون بالسخرية منه لمجرد انه غير مألوف بالنسبة اليهم، والتنمر في هذه الحالة يرتكز على الاختلاف الشكلي للأشخاص والفرق الطبقي الاقتصادي حيث يهمش الطالب الأقل من الاخرين عن باقي المجموعة.
هذه اهم الأسباب التي تؤدي الى التنمر بين شريحة الشبيبة والأطفال في غالب الأحيان، ولكن كيف يمكن للتنمر ان يتحول الى تنمر الكترونيا عبر منصات التواصل الاجتماعي الالكتروني؟
الدوافع خلف التنمر الالكتروني
يكمن وراء حدوث التنمر الالكتروني مجموعة من الاسباب الخطيرة التي لها تأثير مباشر في حدوث هذه الظاهرة السيئة في ظل التطور الرقمي الكبير، مثل:
- عدم الوعي بالمخاطر: البعض لا يدرك أن أفعاله تؤذي الآخرين.
- الرغبة في السلطة أو الانتقام: بعض المتنمرين يشعرون بالقوة عند إيذاء الآخرين.
- الغيرة أو الحقد: قد يكون التنمر نتيجة شعور بالنقص أو الغيرة.
- إخفاء الهوية: الإنترنت يوفر غطاءً للمعتدين مما يجعلهم أكثر جرأة.
- التأثير السلبي للأصدقاء أو الإعلام: بعض الأشخاص يتأثرون بما يرونه في الأفلام أو من أقرانهم.
ما هي اهم انواع التنمر الالكتروني
للتنمر الالكتروني انواع عدّة واشكال مختلفة بحسب وسيلة المشاركة عبر الانترنت وبحسب الهدف منه، وقد جاءت هذه الانواع على النحو التالي:
- المنشورات: في بعض الأحيان يقوم الأشخاص الذين يمارسون التنمر الالكتروني بنشر منشورات في صفحاتهم الشخصية تملك محتوى مسيء لأشخاص ما يعانون من امر ما مثل مرض او صفة او اختلاف ليس بالضرورة ان يكون خاطئا، وينتظرون رؤية الشخص الضحية للمنشور ليشعر بالاساءة بأن ما يملك يؤدي الى السخرية وليس التقبل.
- الرسائل: يستخدم بعض الأشخاص تقنيات الحسابات المزورة للدخول الى المنصات الاجتماعية وارسال رسائل ذات محتوى تنمر لأشخاص معروفين لهم ربما او اشخاص غير معروفين، ويقومون بانتقاد نقطة ما فيهم او السخرية منهم لمجرد اشباع رغبة طمس الاختلاف وخلق هوية مشتركة لكافة افراد المجتمع.
- التعليقات: يعتمد المتنمرون الالكترونيون على ترك تعليقات على منشورات الأشخاص الذين يودون السخرية منهم والتنمر عليهم بعبارات تلفت النظر نحو نقاط ضعف الأشخاص الضحايا وعبارات تشجع الناس على رؤية تلك النقاط بالاشخاص واتخاذ خطوات اقصاء بحقهم.
- التعابير الوجهية والاشكال الالكترونية: ان وضع علامة وجه ضاحك على منشور يتحدث احدهم من خلاله عن نجاحه او فخره باختلافه عن باقي المجموعة يعتبر تنمرا الكترونيا لأن السخرية من امر ما يعتبر الاخرين انجاز هو عملية تحطيم شخصيات وعدم تقبل للاختلاف بين افراد المجتمع الواحد.
تختلف اشكال التنمر الالكتروني واساليبه ومن الممكن ان تبدأ بمزاح وتتحول الى مشكلة نفسية حقيقة لدى الطرفين ولكن هل من شأننا ترك أولادنا يتعرضون لهذا النوع من هدم الشخصية والثقة بالنفس ام يجب ان نتخذ خطوات جدية اتجاه الأمر ونتحرك لمنع الاثار التي تعود على شخصيات أبنائنا نتيجة تعرضهم له.
ما هي اثار التنمر الإلكتروني؟
- الاضطراب النفسي وشعور الوحدة: اول شعور يخلقه التنمر لدى الضحية هو الانطوائية والشعور بأنه من غير المرغوب بوجوده بين الجماعة لأنه لا يشبههم فيبدأ الشخص الضحية بالتقليل من نفسه وعدم تصديق قدراته وميزاته حتى يصل الى مرحلة ابتعاد رهيبة عن المجتمع والناس.
- عقدة النقص: تتأجج عقدة النقص لدى الأشخاص الذين يتعرضون للتنمر ويصبحون اقل ثقة بأنفسهم وانجازاتهم وافكارهم ليتحول المجتمع الى مجتمع افراد خاملين غير منتجين ومقتنعين بأن أعمالهم لا تساوي قيمة بالنسبة لأي احد.
- الاغتراب: يتقوقع الأشخاص المتعرضين للتنمر داخل دائرة اغتراب عن انفسهم وعن مجتمعاتهم وعن كل الجماعات التي تحيط بهم لأن عملية التنمر تعطيهم دافعا مستمرا للابتعاد عن كل ما لا يشبههم والدوائر من حولهم تستمر في اقصائهم وعدم الاعتراف بأهمية الاختلاف بينهم.
- العدوانية: من الممكن جدا حدوثه هو شعور الأشخاص بأنهم يريدون عداوة الأشخاص الاخرين وتحطيم معنوياتهم بنفس الطريقة التي حطم المجتمع شخصياتهم بها، فترى الأشخاص الذين يتعرضون للتنمر اكثر عدائية وجحودا من الذين عاشوا في بيئة سليمة.
- الأذى الجسدي والانتحار: يتعرض الأشخاص المتنمر عليهم اكثر من أي احد اخر الى أفكار اذية انفسهم او الانتحار لكسب التعاطف معهم من قبل الافراد في المجتمع، او من اجل انهاء حياتهم والوصول الى الراحة الأبدية من التعرض للتنمر.
صور التنمر الالكتروني الأكثر انتشارًا
- التشهير: نشر معلومات محرجة عن شخص آخر.
- التحرش الإلكتروني: إرسال رسائل تهديدية أو مسيئة.
- انتحال الهوية: إنشاء حسابات مزيفة لإلحاق الضرر بشخص آخر.
- الخداع الإلكتروني: كسب ثقة الضحية للحصول على معلومات شخصية ثم نشرها.
- التلاعب بالصور: تعديل صور الآخرين بشكل غير لائق لمضايقتهم.
اين تكمن خطورة التنمر الإلكتروني
تكمن في التسبب بآثار خطيرة:
- نفسية: القلق، الاكتئاب، تدني الثقة بالنفس.
- اجتماعية: العزلة والانسحاب من الأنشطة الاجتماعية.
- أكاديمية ومهنية: تراجع الأداء الدراسي أو المهني.
أفضل طرق علاج التنمر الإلكتروني
يجب ان لا نكف عن متابعة أبنائنا واصحابنا وكافة الأشخاص في دائرتنا الاجتماعية واتباع أساليب تنبيه بأن ما ينشر هو محتوى تنمر ويجب ان لا يتفاعل أي احد معه لألا نلحق الضرر والأذى النفسي للاخرين، كما ان متابعة تربية ابناءنا هي امر في غاية الأهمية لأن انشاء أساس صحيح من البداية يمنع احتمالية حدوث تنمر منهم او ضدهم في المستقبل، وفيما يلي نصائح هّامة لمعالجة هذه الظاهرة:
- التبليغ عن المحتوى المسيء: معظم المنصات توفر خيار الإبلاغ عن التنمر.
- رفع الوعي: التثقيف حول التنمر الإلكتروني يساعد في الحد من انتشاره.
- التحدث مع شخص موثوق: سواء كان أحد الوالدين، معلمًا، أو مستشارًا نفسيًا.
- الاحتفاظ بالأدلة: حفظ الرسائل والمشاركات المسيئة قد يساعد في الإبلاغ عنهم.
- حظر المتنمرين: منعهم من الوصول إليك يقلل من تأثيرهم.
- عدم الرد على المتنمر: التجاهل قد يقلل من اهتمامه.
- التواصل معنا في سايبر وان.
رقم المركز:
+972533392585
972505555511+
سايبر وان لمكافحة التنمر الإلكتروني
سايبر وان هي منظمة تعمل على مكافحة التنمر الإلكتروني من خلال التوعية، تقديم الدعم للضحايا، وتوفير حلول تقنية لمراقبة ومنع السلوكيات المسيئة على الإنترنت.
ارقام التواصل:
- +972533392585
- 972505555511+
يجب المواظبة على التثقيف الالكتروني وطلب الاستشارة من مراكز الاختصاص ومن المهم جدا ان نتواصل مع مركز سايبر وان في حال واجهنا موقفا مشابها عن التنمر الالكتروني ولم نعرف كيف نتصرف فيه.
التنمر الإلكتروني ظاهرة خطيرة تتطلب وعيًا مجتمعيًا لمكافحتها. علينا جميعًا أن نكون جزءًا من الحل، من خلال الإبلاغ عن المتنمرين، دعم الضحايا، وتعزيز ثقافة الاحترام والتسامح على الإنترنت
