ما هو ادمان المواقع الإباحية؟ نتيجة لتطور الكبير والاستخدام المستمر والهائل للإنترنت، كان لذلك نتائج إيجابية ونتائج سلبية كثيرة وعديدة، ومن أبرز النتائج السلبية انتشار بعض الظواهر التي تدمر صاحبها بالفعل، ومن أبرز هذه الظواهر ظاهرة الإدمان الإباحي او إدمان المواقع الإباحية، والتي تعتبر من أخطر أنواع الإدمان السلوكي التي قد يواجهها الإنسان.
يتزايد أعداد مدمني المواقع الإباحية باستمرار، فتجد بعضهم يقر بأنه بالفعل يتابعها لكن يرفض الإقرار بأنه مدمن عليها أو بالأحرى يرفض مسمى الإدمان، وبعضهم لا يهمه ما هي التسمية المثلى، فقط ما يهمه المتعة في مشاهدتها.
إدمان المواقع الإباحية
يعتبر إدمان المواقع الإباحية من أخطر أنواع الإدمان السلوكي التي يتعرض لها الانسان، والتي لها العديد من الآثار سواء على المدى القريب او البعيد.
وإدمان المواقع الإباحية هو عبارة عن الرغبة الملحة والتي لا يمكن للمرء أن يتحكم فيها لمشاهدة الأفلام الإباحية أو التوقف عن ذلك، فكما باقي أنواع الإدمان الأخرى، يجد المدمن على الأفلام الإباحية صعوبة في الإقلاع عن هذه العادات السيئة والمشينة، وساهم في انتشار هذه الظاهرة غياب الرقابة والوازع الديني بين المدمنين
ويعد هذا النوع من الإدمان غير معتمد لدى الجمعية الامريكية للأطباء النفسيين، ما يجعل الأمر صعب في تحديد معيار معين لتشخيصه.
كيفية معرفة كون الشخص مدمن للمواقع الإباحية أم لا
لمعرفة اذا ما كنت شخص مدمن على المواقع الإباحية أم لا، فعليك أن تسأل نفسك مجموعة من الأسئلة، واذا كانت الإجابة نعم فأنت وبكل أسف مدمن لها، أما اذا كانت لا وإن كنت تشاهدها، فعليك أن تنقذ نفسك قبل فوات الأوان، وهي كالتالي:
- هل تتزايد المدة التي تقضيها في مشاهدة الأفلام على المواقع الإباحية يوماً بعد يوم؟
- هل تشعر أنك بحاجة للمزيد من مشاهدة الأفلام كل يوم ما يسبب لك شعوراً بالنشوة؟
- هل تشعر بالندم والذنب بسبب الأفعال والعواقب التي ترتبت على مشاهدتك للمواقع الإباحية؟
- هل تفضي ساعات طويلة ومتواصلة في تصفح هذه المواقع، حتى وإن اضطررت لأن تترك مسؤولياتك وواجباتك من أجلها؟
- هل تجبر شريك حياتك على مشاهدة هذه الأفلام على المواقع الإباحية، مع رغبتك في أن يقلد لكل ما يرى عليها؟
- لم تعد تستمتع بممارسة الجنس مع شريكك نتيجة لمشاهدتك لهذه الأفلام؟
- أصبحت الأفلام الإباحية ومتابعتها أمر لا يمكنك التخلي عنه، حتى وإن كان سبب في دمار حياتك؟
مشاهدة المواقع الإباحية ما بين الإدمان والسلوك القهري
يعتبر الحديث عن ادمان المواقع الإباحية او حتى مجرد مشاهدتها من الأمور التي يتجنب الكثير من الناس الحديث فيها، ولكن في استطلاع تم عام 2002 من قبل معهد Kinsey تؤكد أن حوالي 9% ممن يتابعون الأفلام الإباحية يمرون بتجربة الإقلاع عن ادمان الأفلام الإباحية ولكنهم يفشلون.
ولكن مع التطور الكبير في استخدام الانترنت، اصبح الأمر أكثر بكثير من بدايات استخدام الانترنت، الأمر الذي سهل كثيراً إمكانية البحث ومشاهدة الأفلام الإباحية، والصعوبة في الإقلاع عن مشاهدتها.
وقد نشر الدليل التشخيصي والاحصائي للاضطرابات النفسي للجمعية الأمريكي للأطباء النفسيين، واصفاً الإدمان على الأفلام الإباحية بأنه مرض نفسي يؤذي صاحبه وقد يوقعه بمشكلات سلوكية خطيرة، وأنها يوازي ادمان المخدرات في مفعوله وتأثيره على الإنسان.
وبعض الباحثون في إدمان المواقع الإباحية، يصفون ادمان الأفلام الإباحية، بأنه نوع من السلوك القهري الذي لا يستطيع صاحبه التحكم فيه، وليس إدمان! وفي طبيعة الحال فإن الفرق بين الأدمان والسلوك القهري ينبع من أن السلوك القهري ليس للعقل دور فيه، ام الإدمان فيصعب التحكم فيه او التوقف عنه على الرغم من كل النتائج المصاحبة له، ما يولد في كلاهما شعور بعدم القدرة على السيطرة او التحكم في السلوكيات المختلفة.
أسباب إدمان الأفلام الإباحية
تقف الأسباب وراء إدمان المواقع الإباحية، على:
- اعجاب الشخص بما يشاهده من الأفلام والصور وغيرها كبداية بحيث لا تبدو له بأنها مشكلة فيستمر بالمشاهدة.
- مع الاستمتاع الذي حصل نتيجة لمشاهدته للأفلام الإباحية، تظهر الرغبة في الاستمرار ومشاهدة المزيد.
- على الرغم من المشاهدة المستمرة وظهور بعض الاعراض، التي ترقى لأن تكون مشاكل خطيرة تعود على سلوك المدمن نتيجة لمشاهدة الأفلام الإباحية، إلا انه لا يستطيع التوقف عن مشاهدتها.
- في اغلب الأحيان يأتي ادمان المواقع الإباحية نتيجة لمشاعر القلق والوحدة أو حتى الاكتئاب.
الإقلاع عن ادمان الأفلام الإباحية
يتوف الإقلاع عن إدمان المواقع الإباحية على عدة خطوات مهمة، اذا كانت لديك النية الحقيقية في تحقيقه، وهي:
- حذف والتخلص من كل ما يتعلق بالمواقع الإباحية من صفحات او أفلام او صور سواء بشكل الكتروني او ورقي حذف نهائي كي لا تعود لها.
- قم بتحميل برامج مضادة للأفلام والمواقع الإباحية على كل الأجهزة الخاصة بك او اجعل أي شخص اخر يحملها مع عدم معرفة كلمة المرور.
- قم بممارسة نشاطات مختلفة خلال يومك بعيداً عن الانترنت والأجهزة الالكترونية، وخاصة في الفترات التي تشاهد فيها الأفلام الإباحية، مثل ممارسة الرياضة، او قراءة كتابة، او السباحة، او غيرها من الأنشطة التي تفضلها.
- ضع دائما نصب عينيك، تأثير الأفلام الإباحية عليك وعلى من حولك وعلى حياتك، لكي تكون رادع لك لئلا تعود لها.
- تابع نفسك بشكلً دائم كي لا تنتكس مرة أخرى وتعود للمشاهدة.
في حال وجدت صعوبة في الإقلاع عن مشاهدة المواقع الإباحية، عليك بما يلي:
- التوجه لأقرب مصح نفس او أي استشاري في هذا الشأن من اجل بدأ العلاج فيه بشكل جدي، حيث يقوم الاستشاري بتشخيص حالتك، وبحسب الآثار يقوم اعطاءك المشورة اللزمة، سواء بالحل الفردي او مع من حولك.
- حضور جلسات خاصة بالإقلاع عن ادمان المواقع الإباحية والاقلاع عنها.
- الحديث مع الأشخاص ذوي الخبرة في هذا المجال او أنها قد مرت عليهم من قبل قد يكون فعّال بشكل جيد في التخلص من هذه العادة السيئة.
- طلب المساعدة من متخصصين في ادمان الإباحية والذين قد مرت عليهم العديد من الحالات المشابهة من قبل.
- حاول العلماء في السنوات القليلة الماضية إيجاد سبُل علاجية لمكافحة الإدمان الاباحي، فقد تم صناعة أكثر من عقار لعلاج مشاكل الإدمان، ولكن يجب ان يتم تناول هذه الادوية بعد استشارة الطبيب لتجنب حدوث مشاكل جانبية.
المخاطر المترتبة على عدم معالجة ادمان الإباحية
ادمان المواقع الإباحية مثله مثل غيره من أنواع الإدمان الأخرى له العديد من الآثار السلبية التي يظهر بعضها خلال ممارسة الإدمان والبعض الآخر يظهر بعد فترات طويلة، ولذلك عدم علاج الإدمان الاباحي قد يؤدي الى حدوث:
- قلة الثقة بالنفس وضعف احترام الذات.
- تدمير العلاقات الاجتماعية.
- قلة الرغبة الجنسية وخصوصاً عند المتزوجين، فقد يحدث فتور من عملية الجماع بين الرجل وزوجته.
ماذا افعل إذا رأيت شخصاً يدمن الإباحية
ليس دائماً ما يكون ادمان الإباحية مرضاً، ففي بعض الحالات يحدث ذلك بسبب الفضول وحب الاستكشاف والاستطلاع، لذلك يجب علينا ان نقوم بالآتي اذا رأينا شخصاً عزيزاً علينا مدمناً للإباحية:
- محاولة التقرب منه والتحدث معه في موضوع الإباحية وخطورته.
- تقديم النصائح له بخطورة الإباحية وتأثيرها السلبي.
- تذكيره بأن ادمان الإباحية ينافي تعاليم الدين الإسلامي الحنيف.
- محاولة اشغاله دوماً بأمور مفيدة تشغله عن مشاهدة المواد الإباحية.
الاباحية هي ظاهر خطيرة جداً، فلم يقتصر تأثيرها السلبي على الجانب الجسدي والنفسي، ولكن تعدى ذلك الجوانب الاجتماعية للأشخاص، فقد زرعت التهاون في الأمور الجنسية وأصبح الانسان بها كالحيوان لا يفكر الا في شهوته، لذلك يجب علينا الانتباه لأبنائنا وبناتنا ومراقبتهم في سكناتهم وتحركاتهم لتلافي وقوعهم فريسةً لمشكلة الإدمان الاباحي.