ما هو تعريف الابتزاز العاطفي؟
الابتزاز العاطفي هو نوع من أنواع الابتزازات النفسية شديدة القسوة والخطورة، تصنف على انها أسوأ أنواع الابتزاز لأن المشاعر تلعب دورا في غاية الأهمية فيه ولأن المجرم والضحية يكونان في علاقة شخصية وطيدة مما يشكل اضطرابات نفسية لدى الضحية عن الكشف عن هوية المجرم الذي قام بابتزازها وتكون القضية هنا بين طرفين بعلاقة غير محددة، أي من الممكن ان تكون بين ام وابنتها او بين زوجين او حتى بين شخصين تنشأ بينهما علاقة حميمية. في هذا النوع من القضايا ترتكز الضحية على تنفيذ كل ما يطلبه المجرم لتجنب حدوث حالات انهيار عصبي او الحاق الأذى بالضحية وبحياتها.
يبدأ المبتز باستغلال كافة المعلومات والأسرار التي يملكها عن الضحية ويقوم بطلب طلبات في غالبية الأحيان تنصب في تنفيذ مهام عنه او بأعمال تعود بعائد مادي او جنسي اليه مقابل عدم نشر معلومات واسرار الضحية وتضطر الضحية في غالب الأحيان لتنفيذ كل ما يطلب منها لتقليص احتمالية انتشار المعلومات الحساسة عنها او قيادتها الى الفضيحة الاجتماعية بسبب قرب المجرم من الضحية والذي بغالب الأحيان يكون زوجها او احد افراد عائلتها.
الكثير من الحالات التي تصل الى مراكز الاختصاص تكون قد تورطت في تنفيذ الطلبات الابتزازية اكثر من أي نوع اخر من أنواع الابتزاز الالكتروني, في غالب الأحيان يكون السبب وراء ذلك هو عدم الوعي والخوف الناتجين عن عواقب الرفض او عواقب انكشاف القضية, فالعديد من شهادات الضحايا كانت ترتبط ارتباطا وثيقا بما سيقوله الناس لو عرفوا ان قريبي يبتزني, او ماذا سيحدث لو نفذت أوامره في النهاية هو شريكي.. والعديد العديد من التبريرات غير الصحيحة التي تهدف بصورة أساسية لجعل الضحية تخضع للمبتز تحت قيود وتهديدات اجتماعية خوفا من ان تصير عرضة للمسائلة الاجتماعية.
تبدأ القضايا بالغالب من صورة ومحتوى ومعلومات تتوفر لدى المبتز بطريقة طوعية، حيث تكون الضحية واثقة جدا من الشخص الاخر فتقوم بإرسال صورها او اطلاعه على اسرار ومعلومات شخصية جدا عن حياتها, تجعل المبتز يستخدم هذه البيانات في عملية المفاوضة التي تبدأ بطلب ما ويتعدد ويتشعب فيما بعد حسب طمع المبتز ودرجة خضوع الضحية، ولهذا السبب بالذات يهدف النشطاء في هذا المجال الى التأكيد على فكرة أن لا تصدق الضحية المبتز مهما كان الحديث ومهما كانت النبرة قاسية او محببة.
أنواع الابتزاز العاطفي
أنواعه:
- العقاب: يكون هذا النوع كتعبير عن أنانية وعقدة العظمة لدى المبتز، حيث يقرر قبل ان يقوم بعملية الابتزاز بأنه سيحصل على كل مطالبه مهما كان السبب ويكون في قرارة نفسه قد قرر مسبقا بأنه لن يهمه الفضيحة في حال حصلت, الأمر الوحيد الذي يهمه هو نفسه ومصلحته ومكانته.
- العقاب الذاتي: هو الابتزاز الذي يكون فيه المبتز قد اقتنع مسبقا بأنه الواعي الوحيد في العلاقة، واستنادا على ذلك يجب على الطرف الاخر في العلاقة تنفيذ كافة ارشاداته واوامره وطلباته التي يقتنع بأنها الصحيحة وكل ما غيرها هو خاطئ، هذا النوع من الابتزاز يكون غالبا في علاقة الام مع الأبناء، ولا يكون له هدف مادي ولكن نفسي، وهو إرضاء غريزة الام بأنها صاحبة القرارات الصحيحة والتي سيتحدث عنها الناس بأنها المربية المثالية.
- المعاناة: وهي الحالة الابتزازية المعتمدة على تمثيل دور الضحية، أي ان المبتز يقوم بفرض طلباته من الضحية بطريقة تقود الضحية الى الحزن والى الشعور بالدنب في حال لم تنفذ الطلبات، يهتم المجرم لإظهار صورته الضعيفة وارسال رسائل مبطنة للضحية بأنه اذا لم يتم تنفيذ كل طلباته سيتأذى نفسيا والضحية هي المسؤولة عن تلك المشاعر والحالة النفسية السيئة التي يحسها. والضحية في الكثير من الأحيان تخضع لأن هذا الأسلوب يستخدم بين العلاقات المعروفة ويكون المجرم بمساعدة الوقت قد وجد كافة نقاط ضعف ضحيته بالتالي تكون عملية الاستعطاف سهلة جدا.
- التعذيب: يعتبر هذا النوع هو اخطر أنواع الابتزاز العاطفي، لأنه من المفهوم ضمنيا ان المبتز المعذب لا يقدم أي شيء مجانا، ولكنه يستمر بالتقديم كل فترة الابتزاز، مما يخلق اضطرابات نفسية مؤذية جدا بحق الضحية لأنها تكون غير مدركة نوايا المبتز ولا تعلم ما هو رأس سلم طلباته، ففي كل مرة يقدم تنازل عن امر معين يكون الطلب الذي يطلبه بالمقابل اكبر من الطلب السابق، وطلباته لا تنتهي ولا يمكن ان يرجع خطوة للوراء، عمليات الابتزاز لديه مستمرة وطويلة الأمد. تكون هذه الحالات من الابتزاز ين الأشخاص التي تكمن بينهما علاقة شخصية مع وجود شخص غير سويّ نفسيا لأن هذا النوع من الابتزاز بلا شك يتطلب اضطراب نفسي شديد ليتحقق بالمريض هذا السلوك غير الأخلاقي.
الابتزاز العاطفي يحدث بنسبة 80 بالمئة بين الأشخاص الذين يعرفون بعضهم الاخر، ونسبة حصوله بين الغرباء هي نسبة ضئيلة جدا، لأن مجرم الابتزاز في هذه الحالة يكون بحاجة الى مخطط كامل حول طريقة تفكير الضحية ليناسب ذلك مع أهدافه وطرق الابتزاز التي يريد اعتمادها.
وبالطبع فإن لكل نوع من أنواع الابتزاز عواقب ونتائج، سنطرح أهم 4 عواقب تقع بها ضحية الابتزاز العاطفي.
اثار الابتزاز العاطفي:
- تدمير نفسي للضحية: تعيش الضحية نوعين من الخذلان بعد وقوعها في شباك الابتزاز العاطفي، النوع الأول هو الصدمة العاطفية بالمجرم الذي بغالب الأحيان يكون شخص ذو مميزات معينة وحسبها قررت الضحية إدخاله حياتها، والسبب الاخر هو فقدان الضحية للثقة في قراراتها وخياراتها، اذ ان عمليات الابتزاز العاطفي تتم بطريقة ممنهجة تستند على التدريجية والبطؤ لكي لا تشعر الضحية بالخطر بشكل مفاجئ لذلك تكون الصدمة اقوى عند الضحية لدى اكتشاف الجريمة المحاكة ضدها.
- الحاق الضرر الجسدي وتعنيف الضحية: في الكثير من القضايا كانت الضحايا تتعرض للتعنيف الجسدي والضرب الشديد في حالة رفض تنفيذ طلبات المبتز مما كان يؤدي الى الحاق الضرر الجسماني للضحية ويلزمها المشفى لعدة أيام او يفرض عليها التعب الجسدي والنفسي مما يشكل عائقا حقيقيا امام الضحية يعيقها عن اكمال حياتها بشكل طبيعي.
- الفضيحة الاجتماعية والنبذ المجتمعي: عند رفض الضحية لطلبات المبتز او تحقيقها ووصوله الى حالة نفسية مكتفية يقوم المبتز بتهديد الضحية بأن ينشر كل ما يملك عنها بين دائرتها الاجتماعية التي يكون على اطلاع بها بشكل كبير لانه في الغالب جزء منها وتكون ضريبة ذلك النبذ المجتمعي والتعرض للتنمر الاجتماعي نسبة الى التعليمات والمفاهيم المجتمعية الموجودة في الشرق الأوسط والتي تدين حسب ما يظهر من ادلة دون التوجه الى سماع وجهة نظر الضحية.
- الخسائر المادية والجنسية: اهم الخسائر التي تتعرض لها ضحية الابتزاز بكافة انواعه هو الخسارة المادية حيث تصل الضحايا الى حالة هلع من المبتز فتقوم بتقديم مبالغ خيالية للمبتز مقابل التنازل عن نية نشر البيانات والصور التي يقوم بابتزازها من خلالها. وتصل بعض الضحايا لتقديم خدمات جنسية للمبتز مقابل مسح البيانات والمعلومات.
هذه اهم الخسارات التي تتعرض لها ضحية الابتزاز العاطفي وتكون الحرب في هذا النوع معتمدة على الجانب النفسي بشكل كبير.
كيف أحمي نفسي من الابتزاز العاطفي؟
- المحافظة على خصوصيتنا ومعلوماتنا الشخصية وكافة البيانات وعدم مشاركتها مع أي احد كان، حتى لو كانت العلاقة بيننا وبين الأشخاص الاخرين بكامل الثقة والراحة فإن المساحة الخاصة الشخصية هي اهم طريقة للحفاظ على سلامتنا وراحتنا النفسية، الاهتمام بعدم نشر أي صور او بيانات لنا مع أي طرف عبر منصات التواصل الاجتماعي، فإذا كان الطرف الاخر مضمون فأنت لا تستطيع ضمان من بإمكانه اختراق المحادثة.
وفي الختام كلما زادت ثقافتنا الالكترونية كلما قلت نسبة تعرضنا للابتزاز، وفي حال تعرضتم لأي نوع من أنواع الابتزاز تواصلوا فورا مع مركز سايبر وان في البلاد لتقديم الارشاد والمعالجة لقضاياكم:
رقم المركز:
972533392585+
97250555551+