ما هي الأخبار الكاذبة fake news، تعتبر الاخبار الكاذبة جزء ونوع من أنواع الحرب النفسية، التي يكون هدفها الأساسي، تثبيط العزيمة، وتحطيم الثقة بالنفس، وزعزعة الأمن العام في المكان الذي تنتشر فيه، والتي تأتي أولى المهام لتدمير أعتى الجيوش، وأعظم الأنظمة، لما تشكله من خطر كبير على نفس الانسان وعقله واعصابه.

لذا فيمكننا اعتبارها واحدة من أخطر الحروب التي تؤثر على المجتمعات المختلفة، فتؤدي لزعزعة الاستقرار، فهي كاللهيب ما إن استعلت لا يمكن اطفاءه بسهولة، وإن انطفئت فلا محالة سيكون خسائر أكيدة في موطن اندلاعها، وفي ظل التطور الهائل وسيطرة مواقع التواصل الاجتماعي على العالم، ذاد انتشار الأخبار الكاذبة وزاد بلائها.

الأخبار الكاذبة fake news

يمكننا أن نعرف الأخبار الكاذبة ” بكونها معلومات زائفة، واخبار مضللة وخاطئة، تقدم للمجتمع على أنها اخبار، والهدف الأساسي ورائها، هو نشر الفتنة والبلبلة، وزعزعة الأمن العام للمجتمع، ويمكننا اعتبارها نوع من أنواع الحرب النفسية، التي تندرج ضمن نطاق الشائعات، وقد يكون الهدف منها مادي أي جني المال، او تدمير شخص او كيان ما، ويتم نشر هذه الاخبار من خلال جميع أنواع الاتصال، منطوقة ومكتوبة ومرئية.

تاريخ الاخبار الكاذبة

نشر الاخبار الكاذبة، لا يمكننا اعتبارها مشكلة عصرية، بل وجدت منذ فجر التاريخ ومنذ وجو فكرة الاخبار بحد ذاتها، ففي نهاية القرن التاسع عشر، ظهر مصطلح ” الصحافة الصفراء” او الصحافة الكاذبة في اشارة للأخبار الزائفة التي قد تصدر عن فئة معينة، حيث ان مبدأ الصحافة الصفراء هو تهويل الامور وتضخيمها وتناقل مهو زيادة على هذه الاخبار ونشر الشائعات المضللة والكاذبة من اجل تحقيق مصالح سياسية او شخصية او اقتصادية ..الخ

وفي السنوات القليلة الماضية اعيد مصطلح الأخبار الزائفة للحياة، بعدما قال دونالد ترامب رئيس الولايات المتحدة السابق، في خطاب له: انا لست مسؤول عن استخدام مصطلح الأخبار الزائفة، وكل ما قمت به هو فقط توضيح هذه العبارة، لان مجتمعنا الذي نعيش فيه وبكل اسف مليء بالأخبار الزائفة”.

 

أسباب نشر الأخبار الكاذبة

في مجموعة من الأبحاث التي قام بها خبراء، على مدى انتشار الاخبار الزائفة، أظهرت تلك الأبحاث أن حوالي 6اشخاص من بين 10 اشخاص يقومون بمشاركة مقال على الانترنت فقط من خلال قراءة عنوانه، دون ان يقروا محتواه، فهل يعد ذلك سبباً في نشر الأخبار الزائفة؟

يرجع السبب وراء نشر الأخبار الكاذبة، لـمجموعة من الأسباب السياسية والاقتصادية والشخصية مختلفة لدى الافراد، والتي يمكن أن نوجزها في:

  • الرغبة في تضليل مجتمع ما، كجزء من الحرب النفسية التي تتبعها بعض الدول المعادية لدول أخرى، من أجل زعزعة أمن واستقرار الدولة المعادية لها.
  • او قد تكون الرغبة في الحصول على المال، وراء نشر الشائعات الأخبار الزائفة.
  • ربما الرغبة في الحصول على الشهرة واحدة من الأسباب التي تخبو وراء نشر الأخبار الكاذبة.
  • وقد يكون نشر الأخبار الزائفة لأسباب التشهير في شخص ما لوجود عداوة ما معه، او في حالة الانتخابات يقوم البعض بالتشهير بنشر الاخبار الكاذبة عنه. وهو مثلما حدث في الحملة الانتخابية في الولايات المتحدة الأمريكية عام 2010 من تشهير ونشر للأخبار الكاذبة، التي نشرت حالة من الذعر والقلق في المجتمع بسببها.
  • قد تتحدث الأخبار الكاذبة عن مقالات اسيء الفهم فيها بشكل ساخر.
  • في بعض الأحيان يكون الرغبة في جذب أكبر عدد من المتابعين هو السبب في نشر الاخبار الكاذبة.
  • أحيانا يكون السبب وراء نشر الأخبار الكاذبة هو التسلية وليس الخداع.
  • يكون الاحتيال سبب نشر الابار الكاذبة ايضاً.

اقرأ أيضاً: الجرائم الالكترونية وانواعها.

كيف يتم صنع الاخبار الكاذبة

تقوم الأخبار الكاذبة في أساسها على مجموعة من المصادر المتنوعة التي تساهم في صنعها ونشرها سريعاً، وبشكل أكبر من غيرها من الأخبار ومن أبرزها:

  • التضليل والتشويه والتمويه في الاخبار الأصلية، ويتم بذلك تضليل القارئ عن الحقيقة، وفي اغلب الأحيان تكون هذه الأخبار ذات فكرة مقنعة، فيستطيع القارئ ان يقتنع بها ويصدقها في أغلب الأحيان، وتعتمد هذه الأخبار على المصادر الزائفة والغير موثوقة، وهو ما تتبعه بعض الصحف والمجلات لنشر الأخبار، حيث تقوم بنشر اخبار عن اشخاص في مواقف معينة ويقوموا بتفسير ردة فعل هؤلاء الأشخاص والتي غالباً ما تكون غير صحيحة وزائفة وبعيدة عن المقصد الحقيقي وراء فعلها.
  • يقوم بعض ناشري المحتوى او الصفحات بنشر عناوين زائفة والتلاعب بها، وتساهم مواقع التواصل الاجتماعي بنشرها بشكل أسرع من غيرها، حيث يقوم القارئ بقراءة العنوان الرئيسي، دون قراءة المحتوى، ما يجعله يفهم فكرة المقال بشكل خاطئ.
  • تقوم بعض الصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي بعمل الأخبار الكاذبة ونشرها، وذلك بهدف حصد نسب مشاهدات واعجابات، فتنتشر الأخبار الكاذبة في الوسط كالنار بالهشيم، كل ذلك على حساب حد الاعجابات.

لذا فإن علينا ان لا نتبع الا المواقع والمصادر الموثوقة التي دائما ما يشهد بمصداقيتها وبعدها عن الكذب والتزييف والتضليل، حتى لا نقع في فخ الأخبار الكاذبة.

آثار نشر الأخبار الكاذبة

كما ذكرنا سابقُ، فللأخبار الكاذبة أثار وخيمة على المجتمع، وعلى الوسط الذي تنتشر فيه، وفي ظل الانتشار الواسع لمواقع التواصل الاجتماعي، أصبح انتشار الاخبار الكاذبة أكبر واسرع وأسهل من ذي قبل، وهو ما قد يكون له الأثر والضرر الأكبر من الأخبار الكاذبة نفسها، وهو ما قد يجعل الأمر مقلق بشكل واضح وكبير، ومن أبرز آثار نشر الأخبار الكاذبة:

  • نشر القلق والخوف، وتزيد من مشاعر الإحباط فيه وزعزعة أمن واستقرار المجتمع والوسط الذي تنشر فيه، خاصة إذا نشرت من قبل جهة معادية للدولة.
  • تزييف الحقائق والتشهير في بعض الناس الشرفاء.
  • فقدان المصداقية، خاص لمن يقومون بنشر الأخبار الكاذبة.
  • تؤدي الأخبار الكاذبة لتدمير نظام المجتمعي وقيمه من صدقة وامانة وتكافل وغيرها، ما يؤدي لضعف قوة المجتمع وفقدان ثقته بنفسه.
  • تساهم الابار الكاذبة في تدني المعنويات في المجتمع، ما يؤثر على المدى البعيد لفقدان الثقة في أي اخبار تنشر في المجتمع سواء كانت صحيحة أم كاذبة.
  • المجتمع الذي تنتشر فيه الاخبار الكاذبة تكثر فيه الامراض النفسية وتقل المحبة والمودة فيه، خاصة إذا كانت الأخبار تركز على ميول الفرد ورغباته.

أنواع الأخبار المزيفة

تقسم الأخبار الكاذبة لأنواع عديدة ومتنوعة، والتي تختلف باختلاف نوع الخبر، وهي:

  • اخبار كاذبة بحسب الموضوع المتعلق بها: والتي قد تكون لأغراض سياسية او اقتصادية او نفسية او عسكرية، او غير أخلاقية.
  • أخبار كاذبة بحسب تصنيفها المكاني: فقد تكون اخبار محلية، او إقليمية او دولية أو عالمية.
  • الاخبار كاذبة بحسب الدافع: والتي قد تكون بدافع القلق والخوف، أو بدافع الكره والعداء، او بدافع المال، أو بدافع الشهرة.
  • اخبار كاذبة بحسب الوقت الذي تنتشر فيه، فبعضها سريع، وبعضها مدمر، وبعضها غامض، وبعضها مبطنة.
  • الاخبار كاذبة بحسب الأسلوب: فقد تكون أخبار هجومية، أو أخبار دفاعية.
  • أخبار بحسب الهدف: وهي التي تتعلق بالهدف منها، فقد تكون اخبار تحطيم معنوية، أو اخبار للتفريق ..الخ
  • اخبار بحسب انتشارها: والتي قد تكون ضيقة او ممتدة او منتشرة او جماعية.

خصائص الأخبار الكاذبة

تتميز الأخبار الكاذبة بمجموعة من الخصائص، وهي:

  • سهولة انتشارها وسرعتها في التنقل في ظل تطور وسائل التواصل الاجتماعي والانترنت.
  • قد تكون مبهمة وغير واضحة، والتي تتسبب في حيرة لقارئها.
  • تضفيا لشائعات نوع من الراحة النفسية المؤقتة لقارئها، خاصة اذا كانت تتناسب وهواه.
  • تتميز الأخبار بأنها تعبر عن جزء من الحقيقة وليس الحقيقة كاملة.
  • غالباً ما تكون الأخبار الكاذبة ذات طابع متشائم.
  • يميل القارئين غالباً لتصديقها، ويقلل من التشكيك فيها.
  • تتميز الاخبار بعد نشرها بقدرتها على التضخم والزيادة.

مصادر الأخبار الكاذبة

  • قديماً:

ليست وليدة عصرنا الحديث، ولكنا منذ القدم وحتى منذ فجر التاريخ، فعندما بدأت البشرية بدأ ابليس بإغواء سيدنا آدم ونشر الاخبار الكاذبة، حتى ازله واخرجه من الجنة بفعل تلك الأكاذيب التي كان يلقيها على مسامعه. ثم بعد ذلك توالت الاكاذيب كما حصل مع اغلب الأنبياء والرسل في محاولات لتكذيبهم والنيل منهم، وفي عهد سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم بدأ المشركين بنشر الأكاذيب والاخبار الزائفة عن سيدنا محمد لمحاولة تشويه صورته وتكذيبه، وعلى الرغم من وجود الأكاذيب والاخبار الزائفة قديماً، إلا انها لم تكن تنتشر بشكل كبير.

  • حديثاُ:

اما في عصرنا الحالي، فقد اختلف كل شيء وأصبحت الأخبار الكاذبة أسهل ما يكون لكي تنتشر وتضج في المشرق والمغرب، وتنتشر انتشار النار، بفعل وجود مواقع التواصل الاجتماعي والانترنت اللذان ساعدا على انتشارها بسرعة كبيرة، فيستطيع شخص ما نشر أي خبر يريد سواء كان كاذب أم زائف، وتجده قد انتشر على المواقع الإلكترونية بسرعة كبيرة وهائلة.

كيف أكتشف الأخبار الكاذبة

تختلف وتتنوع الطرق التي بإمكانك اكتشاف من خلالها اذا ما كانت الأخبار كاذبة أم حقيقية، وهذه الطرق هي:

  • اجراء عمليات البحث في المصادر المختلفة على الإنترنت للتأكد من صحة الخبر، وقد تأخذ هذه الطريقة وقت كثير من البحث وتكون صعبة نوعاً ما، وتوجد بعض المواقع التي تسرد قائمة بأكثر المواقع نشراً للأخبار الكاذبة، مثل موقع comk  وموقع “مسبار” العربي، و PolitiFact.com وهي سلسلة مواقع تعرض لائحة بأبرز المواقع التي تنشر اخبار كاذبة.
  • عدم الاكتفاء بقراءة العنوان، فقد يكون العنوان مضلل نوعاً ما، لذا يجب الدخول لمحتوى الخبر نفسه وقراءته جيداً، قبل الحكم عليه من العنوان، وهذا الأمر يحدث كثيراً اليوم.
  • ضرورة التأكد من الكاتب الأصلي للخبر، من خلال عمل بحث على اسمه وخبرته في المجال.
  • التأكد من تاريخ النشر، قد تكون بعض الأخبار ليست كاذبة تمامً بمقدار ما هو الوقت كاذب، فقد تكون حدثت بالفعل ولكن قبل سنوات عديدة من تاريخ كتابتها.
  • ضرورة عدم التحيز في قراءة الخبر، فقد نفضل احياناً، قراءة بعض الأخبار التي تتماشى مع تحيزاتنا لها، لذا يجب التروي وعدم التحيز.
  • توجد بعض الأدوات التي يمكن تثبيتها على المتصفحات تقوم بفحص الأخبار الكاذبة ومنها:

أداة NewsGuard

وهو تطبيق يتثبت على متصفحات مختلفة، ويقدم عضوية مجانية لأسبوعين، وبعد ذلك يتم دفع مبلغ رمزي على الفحص شهريا ويقدر ب3 دولارات. ويضم فريق كامل من الصحفيين الذين يقومون بتحليل الأخبار على المواقع المختلفة ويصنفوها على أساس معايير مختلفة وبعد استيفاء كافة المعايير يعطي تقييم عن الموقع بشكل كلي، وهذه المعايير هي:

مدى نشر الموقع لمحتوى مزيف بشكل مستمر

تقديم الموقع المعلومات بشكل مسؤول

تصحيح الأخطاء وتوضحها بشكل منتظم

معالجة الفرق بين الأخبار والرأي بشكل صريحة

استخدام العناوين الخادعة ام يتجنبها

المقدرة على الكشف عن الملكية والتمويل الخاصين به

وجود اعلانات بشكل واضح ام لا

هل هوية صاحب الموقع واضحة

وجود معلومات عن منشئ الموقع وصاحبه

أداة Official Media Bias Fact Check

تختلف هذه الأداة عن سابقتها بأنها تقدم طريقة مختلفة في التحقق من محتوى الأخبار الكاذبة والتي تكون بناءً على التحيز السياسي، ومدى استيفاءه للتقارير الواقعية وموثوقية معلوماته وملائمتها للمصادر التي أخذت عنها.

أداة FakerFact

لا تقوم هذه الأداة بتحليل المواقع بشكل كلي وكامل، بل تبحث في الاخبار الزائفة نفسها لتكشف عن مدى صحتها من خلال استخدام خوارزمية بذكاء اصطناعي تسمى Walt، والتي تستخدم معرفة العلاقة بين الكلمات واستخدام الشبكة العصبية، حيث تصل لمعرفة ما إذا كان الخبر هدفه سرد حقائق ام اثارة العاطفة، والتعرف على آراء المستخدمين في معرفة اذا ما كان المقال صحيح ام كاذب، ويتم تثبيته على متصفح كروج والفايرفوكس.

وفي ختام مقالنا، نكون قد تعرفنا على ما هي الأخبار الكاذبة وما هي أهدافها وكل ما يخصها، ومعرفة اثاره على المجتمع، التي تكون غالباً نتائجه وخيمة على المجتمع، وتثير القلق والفزع فيه، او قد تشهر بأناس شرفاء، وتتنوع وتختلف اثاره وأهدافه ومصادره حسب طبيعة الخبر.

جميع الحقوق محفوظة لشركة سايبر وان المختصة في الامن السيبراني والجرائم الإلكترونية لا يحق لكم نقل او اقتباس اي شيء بدون موافقه الشركة قد يعاقب عليها القانون.

للتواصل info@cyberone.co

00972533392585

الأمن السيبراني

CyberoneAuthor posts

المهندس احمد بطو مختص أمن المعلومات والجرائم الإلكترونية وسفيراً لنوايا الحسنة لمنظمة يونتيك الدولية للأمان على الإنترنت.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *