ما هو الإنترنت الآمن للأطفال وكيف نستخدمه؟


الإنترنت الآمن للأطفال: يستخدم اكثر من 80 بالمئة من سكان الأرض مواقع التواصل الاجتماعي والمنصات الالكترونية ويقضي مستخدمي الانترنت 8 ساعات من نهارهم بالمعدل باستخدام الشبكات الاجتماعية والشبكات العنكبوتية.

لذلك يجب ان نعيد النظر الى درجة امان الانترنت الذي نقضي عليه وقتا اكثر من الذي نقضيه على ارض الواقع.

هل فعليا المواقع الالكترونية هي منصات ديمقراطية للتعبير عن اراءنا بحرية ودون قيود؟ وهل فعليا المحادثات والبيانات خاصتنا هي مشفرة وتتمتع بدرجات جيدة بحفظ الخصوصية الشخصية للأفراد؟

الإجابة هي لا فالمواقع الالكترونية اعلى درجة خصوصية وصلتها هي 70 بالمئة وذلك بالطبع دون مراعاة نسبة تعرض ملفاتك وبياناتك لاختراق من جهات مقرصنة الكترونية او من جهات رسمية في حال وقعت داخل دائرة الشك في سلوكك الاجتماعي او الأمني او حتى عوائدك الاقتصادية.

كل تلك المؤشرات تقودك الى إعادة النظر في ثقتك العمياء وبأساليبك المعتمدة باستخدام الشبكة العنكبوتية ومنصاتها الالكترونية.

في الآونة الأخيرة انتشرت العديد من النشرات التوعوية لإرشاد مستخدمي الانترنت لأهم الطرق التي تضمن حفظ الخصوصية وتضمن الأساليب المثالية لاستخدام المصطلحات والمنشورات عبر المواقع الالكترونية،

إضافة الى تطبيقات مدفوعة تضمن من خلالها توفير خصوصية لهاتفك او جهازك الذكي بكل ما يملك من محتوى عادي او محتوى خاص، مثل تطبيق نوي المبرمج على حفظ كافة بياناتك وملفاتك وصورك ومحتواك المرفق على منصاتك الاجتماعية وحتى داخل مساحة تخزين الجهاز خاصتك.

أهمية استخدام الإنترنت الآمن للأطفال

ولأن الأطفال هم الجمهور الواسع عبر منصات التواصل الاجتماعي حتى ان معدل اعمار استخدام المنصات انخفض من عمر 18 سنة الى عمر 12 عام صارت الخطورة اكبر، لأن مرحلة الطفولة وما قبل النضج العقلي والمراهقة هي المراحل الأخطر على الانسان،

حيث ان شخصيته تتكون في هذه الفترة وتكون كافة المؤثرات من شأنها ان تؤثر على أفكاره وسلوكه الشخصي. اذا بين كل الارشادات التي يجب اتخاذها كيف يمكن ان نمرر إرشادات تخص مستقبل ابناءنا والأطفال خاصة مما يقضون غالبية اوقاتهم على البرامج والمنصات الالكترونية التي تعرض محتويات عشوائية ومنها محتويات ذات طابع جنسي اباحي واضح مثل تطبيق التيك توك الذي يشكل الأطفال والمراهقين نسبة الاستخدام الأعلى بين كافة الشرائح المجتمعية والاعمار.

ما هو يوم الإنترنت الآمن؟

نظرا لأهمية الانترنت في حياتنا جميعنا باختلاف الفئات والاعمار قام الاتّحاد الأوروبيّ بتحديد يوم الإنترنت الآمن (Safer Internet Day) مع بداية شهر شباط من كلّ عام. يُخصّص هذا اليوم لخلق حيّز إنترنت آمن لكلّ المستخدمين، وعلى رأسهم الأطفال وفي العالم كله هنالك أكثر من 130 دولة تحتفل باليوم العالميّ للإنترنت الآمن في التاسع من شباط وتكرس عدة فعاليات ممنهجة لتمرير برامج هدفها الاساسي رفع مستوى الوعي الرقمي لدى المستخدمين.

يكرّس اليوم العالميّ للإنترنت الآمن والشهر الوطنيّ لحماية الأولاد في الشبكة لزيادة وعي الأطفال وأبناء الشبيبة، وكذلك الأهل والمهنيّين في العالم حول الاستخدام الصحيح والامن والمسؤول لشبكة الإنترنت، وللتصرّف القِيمِيّ والمسؤول والآمن في الشبكة. خلال هذا الأسبوع، يقوم المهنيّون في هذا المجال بالترويج للاستخدام الآمن للإنترنت، ويعملون على زيادة الوعي حول حالات الخطر الكامنة في الإنترنت،

وذلك من أجل منع الإساءة ولمعرفة كيفيّة التعامل معها، كما سيعملون على زيادة الوعي حول أهميّة حماية خصوصيّة الآخر والحفاظ على خصوصيّة الفرد خاصة بعد انتشار الجرائم الالكترونية بشكل ضخم في كافة انحاء العالم وزيادة امكانية تورط كافة المستخدمين فيه مهما كان عمرهم.

ايجابيات الإنترنت الآمن:

  • تحويل العالم لقرية صغيرة للمستخدم حيث بإمكانه ايجاد اي معلومة بسهولة مطلقة بدل البحث التقليدي المكلف اقتصاديا وزمنيا.
  • سهولة العمل عن بعد في ظل التسارع الزمني الذي يعيشه العالم.
  • ارفاق مواد وبرامج تعليمية وتدريسية لكافة الاكاديميين من كافة التخصصات والأجيال بدءًا من المرحلة التمهيدية حتى التخرج الجامعي.
  • مساحات تخزين عالية لكافة البيانات والصور التي من شأنها ان تعيش كذكرى مهمة لدى المستخدمين.
  • تعبئة وقت الفراغ وتشكيل اداة انشغال للمراهقين والشبيبة بدل توجههم الى امور خطرة على ارض الواقع واضافة الترفيه الى يومهم.

تطول القائمة وتتعدد الايجابيات كل حسب حاجته من العالم الرقمي ولكن لكل عملة وجهين..

سلبيات الإنترنت الآمن:

  • انخفاض نسبة الخصوصية لدى المستخدمين: صارت الحياة اليوم تنتشر وتشارك عبر العالم الافتراضي اكثر بكثير من مشاركتها على ارض الواقع وصارت الكاميرات تصور وتنشر كل خطوة يخطيها الانسان وذلك خفض مفهوم الخصوصية في الروتين اليومي لدى الناس.
  • استهلاك الوقت في امور غير مفيدة: يقضي مستخدمو الانترنت ما يقارب نصف يومهم في التصفح بين مواقع التواصل الاجتماعي للاطلاع على المحتوى الرقمي المفيد حينا وغير المفيد حينا اخر ذلك ما يخلق نوعا من الاستهلاك غير الصحي للوقت.
  • انشغال المستخدم عن حياته: تخلق المنصات الالكترونية انشغالا للمستخدم عن اولويات حياته مقابل الاطلاع على العالم الرقمي.
  • تكوين شخصيات غير مستقرة بسبب تأثير المحتويات الخاطئة على حياة الشبيبة والمراهقين خاصة بما يتعلق بالبرامج الفارغة المحتوى.

الإنترنت الآمن للأطفال:

غالبية الاهل يفضلون قضاء أولادهم ساعات طويلة على مواقع التواصل الاجتماعي على ان يجلسوا معهم ويبنوا علاقات ودية وثيقة، لا شك ان مواقع التواصل الاجتماعي تعود بعدة فوائد على الأطفال مثل تعليمهم عدة لغات غير لغة الام عندهم واضافة الى التأسيس الاكاديمي فيما يخص الأرقام والاشكال والكائنات الحية للأطفال دون عمر 5 سنوات. ولكن في الحالة التي تضاعف سلبيات الشيء عدد ايجابيته فإن من الجدير بنا ان نكف عن ممارسة الامر لأن خسارته اكبر من أرباحه.

اهم نصائح استخدام الانترنت الامن لصغار السن

  • منع الأطفال منعا باتا من استخدام الانترنت بدون رقابة لشخص بالغ عاقل وراشد حتى لو لم يتعدى تعرضهم للانترنت فترة دقائق معدودة.
  • تحديد فترة زمنية لكل جيل للتعرض للانترنت 0 ساعات للأطفال دون جيل سنتين, 5-10 دقائق مع رقابة مشددة للأطفال من عمر سنتين حتى عمر 4 سنوات.
  • الاهتمام بخلق فعاليات تعوض مكانة الانترنت والمشاهدة في حياة الأطفال، وعدم تعريضهم للأماكن التي تُشعر الطفل بأن المشاهدة الذكية هي امر لا يمكن الاستغناء عنه.
  • استغلال المواقع التربوية الحديثة التي تعتمد على الاستماع دون المشاهدة للأطفال، فتعرضهم المباشر للشاشات والألوان تخلق منهم اشخاص متجوعين لوسائل التواصل الاجتماعي والمحتويات المخصصة للأجيال الأكبر منهم.
  • المحافظة على فكرة عدم التفاعل الطويل للاهل مع هواتفهم واجهزتهم الذكية امام الأطفال، حيث ان الأطفال يرون من أهلهم قدوات لهم ويجب تنفيذ كل ما يقومون به امامهم.

يجب على الاهل متابعة كافة المواقع والصفحات التي تقدم إرشادات بشكل متتابع حول الالكترونيات ودخولها الى حياتنا والتوجه بشكل متواصل نحو المراكز المختصة التي تقدم نصائح ومساعدة بكل ما يتعلق بعالم الانترنت والالكترونيات خاصة فيما يتعلق بضمان سلامة الأطفال وابعادهم عن احتمالية تعرضهم لابتزاز الكتروني او اعتداءات على خصوصيتهم وحياتهم عبر المنصات الالكترونية مثل مركز سايبر وان في البلاد الذي يقدم خدمات ونصائح بشكل متواصل ويمكن التواصل مع الأشخاص العاملين بشكل شخصي في كل ما يتعلق بالامور التي يحتاج الأشخاص الى استشارة فيها.

تصفح الانترنت للأطفال:

يجب ان يقوم الاهل بعدة خطوات رئيسية لضمان تصفح انترنت امن لأطفالهم وحتى أولادهم المراهقين وما بين المرحلتين.

اهم هذه الخطوات:

  • تشفير كافة المواقع ذات المحتوى الجنسي عن اجهزتهم الالكترونية: تقع مسؤولية تشفير هذه المواقع على الاهل بشكل مباشر فهم المرشد الرئيسي والمسؤول الأول لما يتعرض له ابناءهم ومنع وصول هذه المحتويات لأبنائهم يضمن لهم ابتعاد ابناءهم عن التغير في السلوك ووقوعهم رهينة الابتزاز الجنسي والاستغلال الجنسي.
  • ربط أجهزة الأبناء بكلمات سر معروفة للاهل ومتابعة الأجهزة وتفتيشها بين الحين والأخر مع الاتفاق المسبق بينهم وبين ابناءهم لضمان عدم كسر الثقة مما يجر الأبناء لصنع أمور حساسة وخطيرة دون علم اهاليهم.
  • مضاعفة وقت الحديث والنقاش بين الاهل والابناء في كل ما يتعلق بحياتهم الافتراضية وقوائم الأصدقاء والتشديد على معرفة كل الأشخاص معرفة على ارض الواقع ومتابعة فقط الأشخاص الذين يقدمون محتوى حقيقي مفيد وليس محتويات فارغة ذات طابع ماسخ يساهم في بلورة شخصيات ماسخة للأطفال.
  • تحميل ملفات تقوم بمنع المحتويات التي تحمل محتوى غير ملائم لجيل الأبناء وتعمل بشكل تلقائي فيما يوفر على الاهل متابعة لمدة 24 ساعة مع الأبناء.
  • اهتمام مطلق بنوعية الصور التي يتفاعل وينشرها الأبناء عبر مواقع التواصل الاجتماعي ومنعهم من نشر أي صورة من شأنها ان تسبب لهم الوقوع بخطأ الابتزاز الالكتروني الجنسي حتى لو كانت هذه الصور تشارك بين الأبناء واصحابهم المقربين في رسائل شخصية، يجب التركيز على ان لا شيء على مواقع التواصل الاجتماعي مشفر بشكل تام ولا يمكن لأحد اختراقه.
  • تحديد عدد ساعات معينة لتعرض الأبناء للأجهزة الذكية وكل برقابة تزيد كلما كان عمره اقل ذلك لأن الأطفال كلما كان عمرهم اقل كان ادراكهم للتحكم بالمحتوى اقل وتفاعلهم مع أي محتوى يرفق لهم اكبر.
  • وضع تعليمات معينة تجبر الأبناء اتبعاها قبل شراء أي جهاز ذكي لهم أهمها هي تنفيذ كافة تعليمات الاهل فيما يخص التصفح الامن للابناء على المنصات الاجتماعية.

الاستخدام الامن للإنترنت:

عند قضاء كافة احتياجاتنا على مواقع التواصل الاجتماعي والمنصات الالكترونية حتى ان الامر وصل الى اعمالنا الشخصية التي صار اكثر من نصفها يتم عبر الشبكة العنكبوتية ومواقع التواصل الاجتماعي،

صارت أهمية اتخاذ الإجراءات المفروضة للاستخدام الامن للإنترنت اكبر من السابق، وكلنا نعلم ان شخص من بين 3 اشخاص معرض للابتزاز الالكتروني ولكن بالقليل من المعرفة والثقافة الالكترونية نقلل نسبة تعرضنا لأي قضية خطيرة على الشبكة العنكبوتية.

لا تترددوا في طلب الاستشارة والمساعدة عند شعوركم بأي خطر حقيقي يلاحقكم او يقترب منكم، وتذكروا دائما ان المراكز المختصة في هذا المجال هي مراكز قانونية ومعترف بها.

وفي حال واجهت شيئا مشابها تواصل مع مركز سايبر وان عبر الرقم:

+972533392585

972505555511+

الإنترنت الآمن
الإنترنت الآمن

المراجع:

  1. Internet Safety for Children: Tips to Keep Kids Safe Online
  2. Be Internet Awesome – A Program to Teach Kids Online Safety

الحماية الالكترونية

CyberoneAuthor posts

المهندس احمد بطو مختص أمن المعلومات والجرائم الإلكترونية وسفيراً لنوايا الحسنة لمنظمة يونتيك الدولية للأمان على الإنترنت.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *