طفل يصور أمه داخل الحمام، الإبتزاز أصبح من القريب قبل الغريب، مع التطور الحالي والمتوالي، اصبحنا نرى حالات كثيرة ونسمع عن مشاكل الابتزاز واشياء كثيرة غير متوقعة، لذا فعلينا دائماً أن نسمع ونعرف جيداً ما يحدث مع غيرنا، كي نتعلم من أخطائهم ولا نكررها، لأن الأحداث دائماً متجددة، وكل ما علينا فعله ان نقلص من حجمها من خلال زيادة الوعي لدينا ولدى غيرنا من ممن نعرفهم! لذا تباعوا معي ما حدث في هذه القصة مع هذه الأم، والتي تم تصويرها بطريقة غير متوقعة وهي عارية، وتم ابتزازها من شخص مقرب لها!!

فتحت الرسائل التي وصلتني، واذا بفتاة ترسل رسالة كتب فيها: ياريت ترد يا احمد مشان الله وضروري ولو سمحتْ رد فوراً .

بالفعل أجبتها وقلت لها: تفضلي؟

تقول: كنت بيوم مشغولة ومضغوطة كثير بدي اطلع مع صحباتي في مناسبة كان ، والمشكلة انو ابني الصغير ملزق فيا ، وماعم اعرف كيف بدي ألهيه حتى أخلص تجهيز نفسي .

اعطيت تلفوني لإبني مشان يلتهي فيه وحطتلو ع فيديو باليوتيوب يحضرو لوقت ما أخلّص حمام (مع العلم أني فتحت باب الحمام لحتى يضل قدام عيوني ) .

طفل يصور أمه داخل الحمام

بعد شوي راح صوت الفيديو ! ، ف انتبهت انو إبني فاتح بث مباشر عالفيس بوك ! “وانا بالحمام يعني مش لابسة”، رحت وسكرت البث بسرعة واخدت التليفون ومحيَت ألفيديو ،

قلت لها: اذا أين المشكلة بما أنك حذفتيه فوراً؟

تقول: المشكلة انو في شي أكبر من هيك ! يعني جوزي لو عرف إنو انتشر فيديو وانا مش لابسة مستحيل يصدق إنو إبني صورني لو شو ما عملت ! وراح يطلقني ويقتلني كمان .

وانا مستعدة أعطيك مال وذهب بس المهم تحل هاي المشكلة بدون ما يعرف زوجي ، وصارت تحكيلي الله يوفقك

ولله ماعاد عم اتحمل خايفة كتير يعرف لانو لو عرف بينخرب بيتي ولله .

أكملت: ألمشكلة انو بتوصلني بعد يوم رسالة من حساب ، واضح جدا انه تم انشاؤه جديد ع صفحة الفيس بوك (بإسم مستعار) وبالرسالة مكتوب أحنا شفنا الفيديو عالبث وصورنا وبدنا ننشروا على الفيس بوك ونفضحك إذا ما بتعطينا هالمبلغ ويلي قدروا 10.000 شيكل ، طبعا وارسلوا بالرسالة وين المنطقه وانو لازم ارميهم واروح وهني بيرجعوا بياخدوهم للمصاري وهيك بيحذفو الفيديو وما بينشروه .

وكان بمضمون الرسالة مكتوب : اذا حكيتي لحدا انه ما راح ينفعك وحتى لو اتشكيتي للشرطة راح ينشروه للفيديو.

قالت لي: انا مستعدة ادفعلهم المبلغ بس بدي انو الفيديو ما ينتشر . يلي بدي اياه منك انو فعلا تتأكد ان الفيديو انمحى من عندهم.

قلت لها: اياركي أن تتصرفي بأي شكل من الأشكال، وأنا سأتدخل وسأحلها بأقل الأضرار، وبدأ عملي حيث طلبت منها أن تعطيني الفيس بوك الخاص بها، بالإضافة لبعض الأمور المهمة لكي اتحقق مما حدث جيداً!

بعد أن قمت بالدخول لحساب الفيس بوك الخاص بها، ومحاولتي لمعرفة ماذا فعل الطفل، حيث قمت بكتابة منشور جديد باسمها، واتضح لي أنها حددت خصوصية المنشور لثلاث فتيات فقط، مع العلم ان اثنين منهم قد اقفلا منذ عامين، وواحد لايزال يعمل وهو حساب صديقتها المقربة.

فسألت الفتاة: اذا كانت قد حددت الخصوصية والمشاهدين، فأكدت لي أن الامر حالياً لم يكن، ولكن كان منذ فترة! ومن الواضح أن الطفل قد ضغط عليه ليتغير.

الإبتزاز أصبح من القريب قبل الغريب

بعد هذه النقطة اصبح حل القضية أسهل، وتوجهت لصديقتها والتي هي أيضاً من عائلتها، وارسلت لها رسالة على الفيس بوك: مرحبا، كيف حالك، أريد أن أتحدث معك في موضوع مهم جداً!

بعد ساعة من الرسالة وصلني رد منها تقول فيه: تفضل؟

أجبتها: أريد منك أن تنصتي لما سأقول للآخر، أولاً أنتي قمتي بارتكاب خطأ فادح مع صديقتك، والتي من المفترض أنها أيضاً ابنة عائلتك!

اجابت بصدمة مصطنعة: أنا؟!!!

أجبت: أجل أنتي، ولدي كافة الأدلة التي تثبت ذلك، وأنك قمتي بتسجيل الفيديو وحفظه من خلال برنامج ….

وبعد الضغط الشديد عليها، وأني في كل الأحوال سأقدم الأدلة لصديقتها، والتي تعطيها الدليل القاطع انك الفاعلة! وبالتأكيد عرفتي من أنا، لذلك سأقدم لكي نصيحة أخوية أن تقومي بحذف الفيديو، ودعي الأمور تمر بسلام وبدون أي عواقب وكل ذلك من أجل مصلحتك الشخصية، لأنه قد تعاقبي بالحبس ما يزيد عن 7 سنوات!!

ولكنها أصرت على أنها بريئة بقولها: لا شو انا مجنونة لأعمل هيك بصاحبتي !!

أخبرتها أنها تفعل ما تريد بالتأكيد، لكني بالفعل حاولت أن أنصحها! ولكن مع الأسف سأقوم بتحويل الأوراق والأدلة للشرطة وهي من ستتولى القضية ولتتحمل نتائج أفعالها، ولكني أعدك إن تم حل القصة بشكل ودي، سأقوم بحمايتك!

بعد فترة وجيزة أرسلت لي: أه انا الي عملت هيك ! أخبرتها أني أعرف انها من قامت بذلك بالفعل، والامر ليس بالجديد!

والتي قالت: بعرف إني غلطت بس أنا محتاجة مصاري والحاجة ممكن تخليك تسوي أي شي ، حكتلي إبني مريض وابوه ما بشتغل وانا ما كان هدفي إني اشوه صورتها بالمجتمع او اخليها تتطلق من جوزها بس عنجد كنت بحاجة وطلبت منها قبل هيك ورفضت وحكت انه ما معها وهي ماديتها منيحة جداً  ، ومثلما أكدت الفتاة انها فعلا كانت ستعيدهم لها عندما تستطيع . (وقد استغلت فرصة البث المباشر بصدفه ) ، أخبرتها أني من المفترض ان لا أساعدها لكونها ارتكبت خطأ فادح وكبير، ولكني سأساعدها للنهاية!

اتصلت على الأم وأخبرتها أن هدفها كان إزالة الفيديو بأي شكل من الأشكال وانها مستعدة لدفع أي مبلغ مالي! والتي أكدت انها مستعدة لدفع كل ما تملك، مقابل أن لا تتطلق من زوجها وأن لا يعرف أحد أي شيء عن هذا الفيديو، فأخبرتها أن القصة كانت أبسط مما تتصور، لكني أريد أن تعديني بأن لا تقومي بأي فعل وأن تتفهمي الموضوع اذا أخبرتك بما حدث، وتتفهمي الفتاة وتسامحيها! وأخبرتها أن صديقتها كانت بحاجة ماسة للمال، وأن هدفها لم يكن أبداً ان تتشوه سمعتها ولا حتى أذيتها، ولكن الحاجة هي ما أجبرتها على استغلال الفيديو لصالحها، ويجب ان تحمد الله انها انتهت بتلك البساطة، وعلى الرغم من أن الأم غضبت كثيراً من فعلة صديقتها، غلا أنهم حلوا القصة بينهم واتفقوا بالنهاية.

الفكرة التي اريد ايصالها، هي أن المشكلة لن تحل كل مرة بنفس الطريقة او السهولة التي تم حل مشكلتنا ل “طفل يصور أمه داخل الحمام” بها! ولكم أن تتخيلوا ان كان البث سينشر للعامة، ماذا كان سيكون الحال فعلاً! والذي سيكون أخطر واصعب مما هو عليه!

أتمنى من الجميع زيادة الانتباه والوعي في مثل هذه الأمور، لتجنب حدوث مثل هذه المخاطر والأحداث ! فالتكنولوجيا في الغالب خطرة علينا، نظراً لاستعمالنا السلبي لها! فمن الممكن ان يستغلك القريب قبل الغريب، ولكن ان كنت واعِ بما يكفي لكيفية حماية نفسك من هذه المخاطر التي من الممكن ان تعترض طريقك، فالموضوع فعلاً ليس بتلك السهولة التي نتخيلها جميعاً!

حيث تصلني رسائل كثيرة وحالات صعبة جداً من قبل الأهالي، والتي كان من المفترض على الأهل أن يزيدوا التشديد على أبنائهم بعدم فعل أي شيء مثل التصوير او أي شيء من هذا القبيل، ومن المهم أكثر ان لا يقدموا لهم الهاتف كي يبحثوا عن أشياء من المفروض ان لا يبحثوا عنها في هذا العمر!!

الرجاء الانتباه من مخاطر التكنولوجيا علينا وعلى أبنائنا الغير واعيين فعلياً لهذه المخاطر!

لذا رجاءً للجميع ان لا تسلموا أبنائكم الهواتف، لا تسلمهم نوافذ خطرة للعالم الخارجي، غير أن الهاتف عبارة عن أداة خطيرة تنقل حياتكم، فإنه أيضاَ بحر عميق وخطير جداً!

أتمنى من الجميع مشاركة المقال على أوسع نطاق كي تعم الفائدة على الجميع.

تحياتي المهندس احمد بطو مختص امن المعلومات والجرائم الإلكترونية

وسفيراً لنوايا الحسنة لمنظمة يونتيك الدولية للأمان على الإنترنت

جميع الحقوق محفوظة لشركة سايبر وان المختصة في الامن السيبراني والجرائم الإلكترونية لا يحق لكم نقل او اقتباس اي شيء بدون موافقه الشركة قد يعاقب عليها القانون.

للتواصل info@cyberone.co

00972533392585

 

 

قصص حقيقية عن الابتزاز الإلكتروني

CyberoneAuthor posts

المهندس احمد بطو مختص أمن المعلومات والجرائم الإلكترونية وسفيراً لنوايا الحسنة لمنظمة يونتيك الدولية للأمان على الإنترنت.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *