تصوير زوجين داخل البيوت المستأجرة (تسيمر)، وابتزازهم مادياً وجنسياً بمبالغ كبيرة، في الآونة الأخيرة وبعدما اعتاد الناس على الأماكن التي تضم اعداد قليلة من الناس، واصبحنا نفضل الراحة والهدوء على الاكتظاظ السكاني، أصبح توجهنا للبيوت المستأجرة (تسيميريم) أكثر بكثير من التوجه للفنادق العامة، كي نستمتع بإجازة هادئة وتتمتع بخصوصية أكثر من الأماكن المليئة بالناس، والأرخص بالتأكيد، إلا أننا لم نفكر أبداً بالمخاطر التي من الممكن ان نتعرض لها في هذه الأماكن، بالاخص اذا كان المؤجر من الناس الغير موثوقة!

وعندما نكون قد خططنا لرحلة هادئة ممتعة، ولكن ننصدم في النهاية في تلك المصيبة، التي تقلب مجرى حياتنا، وتجعل من تلك الرحلة الهادئة مشكلة كارثية عظيمة! ونعود من تلك العطلة، التي ذهبنا لها لنهدئ اعصابنا بدمار نفسي اشد، كيف له أن يحدث ذلك!! هذا ما حدث بالفعل في قصتنا!

في ظل انتشار ظاهرة ما تسمى باستئجار الغرف لساعات او يوم كامل في الآونة الأخيرة، بهدف الاستجمام سواء للأزواج او للعلاقات الخارجية، حيث يتم الترويج لهذه الظاهرة عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي بشكل مباشر ومستمر، ولكل فئات المجتمع، حتى انها تكون إعلانات مدفوعة كي تصل لأكبر عدد ممكن من الناس، ويقعوا في فخ المجرمين.

وفي خلال عملي في وحدة الجرائم الإلكترونية في شركتي سايبر وان، يصلني طلب عاجل عن طريق السكرتارية، بانه سيدة متزوجة تحت الابتزاز والتهديد، حيث تحولت المكالمة الي بشكل عاجل، والتي تقول: ”  الحمدلله انك رديت انتي أملي الأخير من بعد الله” واكن الانهيار والبكاء جلياً في صوتها! هدئت من روعها وطلبت منها ان تشرح لي مشكلتها المستعجلة.

وبدأ تقول: ” انا امرأة متزوجة وعندي أولاد متعلمة من عائلة محترمة جدا ملتزمين  وبحياتي ما غلطت مع شب والعلاقة الوحيدة اللي بحياتي هي مع زوجي الحالي.. وما بعرف حدا غيره  وكانت السيدة هنا تحاول توضيح موقفها من شدة قهرها وتحاول اثبات باي شكل انها انسانة لا ترعف طريق الحرام” وبالتأكيد سأصدقها، لأنه وبرأيي دائما الضحية على حق، ويجب ان نؤيدها ونشجعها ونسمع قصتها حتى النهاية، كي لا تتحول مشكلتها لكارثة!

قلت لها: تفضلي اختي، ما مشكلتك بكل صراحة، كي استطيع مساعدتك، فكلما كانت التفاصيل أوضح، كلما كانت الصورة جلية امامي، واستطيع حلها بشكل مثالي أكثر!

تقول: “القصة وما فيها أنو قررنا انا وجوزي نروح نغير جو بتسمير ( غرف مستأجرة) في منطقة حلوة داخل البلاد ونقضي يوم ونروح زي المرات السابقة الي رُحناها وبالفعل بلشنا نبحث عن مناطق حلوة ونتصل على اصحاب الي باجروا الغرف ليوم او ساعات والاغلب بهداك اليوم كان ملان فغيرنا كل المنطقة على ابعد وقلنا هيك هيك طالعين مشوار  فاتصلنا على واحد عشان نتفق عالميعاد والتفاصيل وشوي كان غريب !!!”

سألتها ما الغريب في الموضوع؟؟!

أكملت:” السعر اقل من المفروض لأنها منطقة مميزة والبيت VIP وغير هيك طلبوا صورة هوية ؟ فالإشي مش مفهوم ضمنًا …

فسألتها: لما طلبوا صورة الهوية الشخصية؟

واجابت: ” قال اذا خربنا اشي حتى نكون مسؤولين..” وأكملت ”  رُحت انا وجوزي على المشوار من الصبح وانبسطنا بكل صراحة وكان فعلا مشوار العمر من قد ما المنطقة كثير حلوة بس مش هون المصيبة!!! خيا انا بموت كل يوم ميت موتة !!!

قلت ما المشكلة؟!

تصوير زوجين داخل البيوت المستأجرة

أجابت:” كنا قاعدين بالليل انا وجوزي وبصلُه فيديو عَلى الواتساب وصارت تعيط ! سألتها ما محتوى الفيديو؟!

تقول: “انا وجوزي اثناء العلاقه الزوجية داخل الغرفة والاشي جداً واضح ومصور بطريقة واضحة ودقيقة !

وطالبين منا 100 الف شيكل او بنشروا الفيديو!! من الخوف ردينا وكانت اللهجة جدا غريبة وبدهن نحول المصاري لخارج البلاد ومعنا بس ثلاث ايام واذا بنخبر الشرطة راح ينشروا الفيديو بكل محل!! بصراحة خفنا وحولنا قسم من المبلغ لبرا حتى ما ينشروا الفيديو

مكنش قدامنا اي اشي ثاني نعمله، مع انه منسمع كثير وقليل عن هاي القصص بس لما صرنا احنا جوا الحدث اختلفت كل حساباتنا، وصرنا بدنا بس نوفر وقت على حالنا عشان الفيديو ما ينتشر ولا ننفضح..

بس القصة مخلصتش هون، بعد كم يوم قال صار بدنا ندفع 200 الف شيكل قال تأخير وفِي دفع ربا على كل يوم تأخير وصاروا يهددوا اكتر واكتر وحطوا الفيديوهات على مواقع الإنترنت وصاروا يهددوا يبعتوهن لأصدقاء قال انا بخون زوجي مع شخص تاني وقصص كثير حتى يخربوا سمعتي…والمشكلة بلشت تكبر وتطلع من ايدنا، وصار فيها تفاصيل ممكن اموت من وراها اذا حدا سمعها وصدقها، صح جوزي كان معي وبعرف بكل اشي بس احنا بمجتمع برحمش، ومجتمعنا ملتزم ومستحيل يغفر اي قضية بتتعلق بالشرف!!!! خيا منشان الله اتصلنا عصاحب المحل قلنا بعرفش وروحوا تشكوا وبالفعل تشكينا عالفاضي فش نتيجة وانكار تام من كل الجهات وحياتك خيا تساعدني انا محترمة وجوزي كمان لييش ننفضح والناس تتفرج علينا؟! بديش اخرب سمعتنا وسمعة اهلي وسمعة دار عمي الناس ما بترحم بطلعونا ناس وسخين والفيديو راح يصل لكل محل!!! والله بنتحر بقدرش استحمل!!! انا ما عملت اشي غلط انا بعمل الاشي مع حلالي زوجي مش رايحة على تسيمر لعلاقة غير شرعية!!! معنا ثلاث ايام بس حتى نحول المصاري او بفضحونا انا وزوجي..بأغلى ما عندك ساعدنا!!

طمأنتها بأني سأساعدها بالتأكيد..

وبعد استلامي كافة المعلومات من الزوجين، بدأت عملنا في التحقيق بالملق بشكل عاجل جداً للضرورة، وبعد فحص الملف مع الشرطة كان الرد كالتالي:” صاحب المؤجر الغرف ينكر كل الاتهامات الموجة له، ويدعي انه لا يوجد اي كاميرا خفية في الغرف لديه، وملفه الجنائي نظيف تماماً، ولا يوجد أي شكاوي من قبل ويقول أن من قام بتصوير الفيديو هم الزوجين، وانه بعدما تم تسريبه قاموا بتلفيق التهمة له بسبب خطاهم، واغلق بناءً على ذلك الملف! ولعدم وجود أي أدلة ضده.

ولكن بعد التحقيق السري اكتشفنا انه كان بالفعل شريك للتأجير الغرف في عام 2017 مع شخص آخر وكان يوجد شكوى قانونية حول تصوير شخص ضد شريكه ولكن الشرطة لم تهتم بسبب عدم وجود أي أدلة رسمية! وبالفعل تأكدنا أنه شريك سابق مع الفاعلين.

وبعد الفشل من الناحية القانونية استمر عملنا التقني حتى نتمكن من الوصول للمقاطع وحذفها على المواقع الإباحية، مع ضمان عدم إمكانية رفعها من جديد وتم حجب المقاطع ايضاً على المواقع التواصل الاجتماعي في حال تم ارسالها، بحيث يتم اغلاق الحساب بشكل نهائي وتلقائي دون تدخلنا، وكل ذلك كان باستخدام تقنيات متطورة ومتقدمة جداً، والتي لن استطيع ذكرها لحماية مقبل العائلة ومصداقية عملنا تجاه كل من يتوجه لنا لحل قضاياهم، وفي النهاية بفضل الله استطعت ان اساعدهم وانهي القضية بسلام، من دون ان تدفع العائلة أي مبلغ ضخم لأي مبتز الكتروني لا يخاف الله، وهمه الوحيد المنفعة المادية على حساب حياة الناس وسمعتهم.

وهنا أردت ان أنوه لأمر مهم جداً، أنه منذ بداية عام 2021، وصلتني اكثر من 6 حالات تصوير اشخاص داخل غرف بدون علمهم وجميعهم من داخل بلادنا، حيث تم ابتزازهم بمبالغ مالية ضخمة جداً، ونشر مقاطع جنسية خاصة بهم، وبعضهم قام بدفع المبلغ للمبتزين، وبعضهم تم حل مشكلتهم بسلام والحمد لله.

لذا فرجائي الحار من الجميع عدم استئجار الغرف لأي مدة ممكنة، ولا حتى الفلل والشقق الكبيرة اليومية، لأن كل ذلك ممكن ان يعرضكم لنفس الموقف تصوير زوجين داخل البيوت المستأجرة، فعصابات الغرف والفلل عملها اكثر ما يكون في هذه الأماكن بشكل مريع، حيث يوجد نوعين من هذه العصابات الاجرامية في هذا المجال:

فالأولى: عصابة تقوم بزرع الكاميرات مع الاتفاق مع المؤجر وتتقاسم الأموال معه.

اما الثانية: فتطلب استئجار الغرفة لساعة في الصباح وتزرع الكاميرات الخفية بدون علم المؤجر، وبعد ذلك تقوم بحجز في اليوم التالي باسم شخص آخر وتحصل على الكاميرا التي تم زرعها في اليوم السابق، ومن ثم تبدأ بابتزاز المستأجرين الضحايا بطريق ذكية جداً.

لذا فإن القضية فعلاً خطيرة تستحق الاهتمام بها، بالأخص في الفترة التي يكثر فيها استخدام الناس لهذه الغرف والفنادق، واذا كنتم بالفعل مصرين على استئجار الغرف، فل بد ان تحصلوا على ورقة رسمية من المؤجر بخلو الغرفة من أي كاميرات، وان يتم فحصها قبل الدخول من خلال جهاز يتحمل المسؤولية الكاملة ان حدث أي شيء!

من الغير عادل ان نحرم من الراحة النفسية ونسجن داخل بيوتنا، ونعدما نقرر ان نرفه عن انفسنا واولادنا نوقع انفسنا في كوارث ومصائب كهذه المصيبة! لذا فلابد أن نصل للواي والادراك التام لأن العصابات الالكترونية من الممكن ان تستغل الناس بطرق مستحيل ان نفكر بها ابداً.

والعدد الكبير الذي يصلنا على المركز يومياً يجعلنا نشعر اننا بالفعل نعيش في مسلسل درامي كبير، وفي الغالب نجد أن الضحية تصدق المبتز وتخضع له، خوفاً مما قد يحدث، وهم على استعداد تام ان يدفعوا مبالغ هائلة مقابل ان ينقذوا انفسهم ويحموا سمعتهم، إلا أن الحياة لا تسير بهذا الشكل! والقانون يجرم ويعاقب المجرم والمبتز بلوائح اتهام صعبة جداً!

لذا تذكر دائماً توجه لمراكز الاختصاص، ولا تتفاعل بأي شكل من الاشكال مع المبتز او تظهر له خوفك! حتى وان كنت مرعوباَ من المحتوى الذي يملكه، وتذكر أنه لكما كان التوجه اكبر لشركتنا سايبر وان، كلما كان ضمان حل مشكلتكم بأقل الخسائر!!

أتمنى من الجميع مشاركة المقال على أوسع نطاق كي تعم الفائدة على الجميع، لأنه من الممكن ان تقع أي عائلة في نفس مشكلة تصوير زوجين داخل البيوت المستأجرة، لذا فوجب التحذير نظراً لانتشار المشكلة بشكل كبير جداً وبوجود ناس لا ترعف الوعي بهذا الموضوع، لأن انتشاره زاد في السنوات الأخيرة فقط!

تحياتي المهندس احمد بطو مختص امن المعلومات والجرائم الإلكترونية

وسفيراً لنوايا الحسنة لمنظمة يونتيك الدولية للأمان على الإنترنت

جميع الحقوق محفوظة لشركة سايبر وان المختصة في الامن السيبراني والجرائم الإلكترونية لا يحق لكم نقل او اقتباس اي شيء بدون موافقه الشركة قد يعاقب عليها القانون.

للتواصل info@cyberone.co

00972533392585

 

قصص حقيقية عن الابتزاز الإلكتروني

CyberoneAuthor posts

المهندس احمد بطو مختص أمن المعلومات والجرائم الإلكترونية وسفيراً لنوايا الحسنة لمنظمة يونتيك الدولية للأمان على الإنترنت.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *