بالفترة الأخيرة بعد ما اعتاد الناس على التوجه للاماكن التي تستقبل عدد قليلا من الناس واصبحنا نفضل الراحة والهدوء على الاكتظاظ والضجيج، صار توجهنا للبيوت المستأجرة (تسيميريم) اكثر بكثير من التوجه للفنادق العامة.

لكي نستمتع بإجازة هادئة وتتمتع بخصوصية اكثر من الأماكن المكتظة بالناس والتي تتحلى بثمن ارخص ولكن لم يسبق وفكرنا بالمخاطر التي من الممكن ان تواجههنا في هذه الاماكن، خاصةً اذا كان المؤجر غير مضمون

تابعوا معنا هذه القصة لتفهموا المعنى المقصود من الكلام.

في ظاهرة انتشرت في الفترة الاخيرة تدعو لاستئجار الغرف لساعات من النهار او ليوم كامل للاستجمام للأزواج او للعلاقات الخارجية والظاهرة يتم الترويج لها عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي بشكل مباشر ومستمر لكل فئات المجتمع. حتى ان اعلاناتها تكون مدفوعة لضمان وصولها لأكبر عدد ممكن من الناس ل بفخ يقعوا في مصيدة المجرمين الذين يستغلون هذه الطريقة للمربحة المادية.

 


من خلال عملي في وحدة مكافحة الجرائم الإلكترونية (سايبر وان ) وصلني طلب مستعجل عبر السكرتارية بان هنالك فتاة متزوجة تتعرض للابتزاز والتهديد فطلبت تحويل المكالمة لي بدأت المكالمة ب”الحمدلله انك رديت انت أملي الأخير من بعد الله” وهي منهارة من البكاء.

طلبت منها ان تهدأ وتشرح لي المشكلة بالتفصيل. وبدأت حديثها ” انا امرأة متزوجة وعندي أولاد متعلمة من عائلة محترمة جدا ملتزمين وبحياتي ما غلطت مع شب والعلاقة الوحيدة اللي بحياتي هي مع زوجي الحالي.. وما بعرف حدا غيره..

( كانت المرأة تحاول توضيح الموقف من قهرها وتحاول بكافة الطرق ان تثبت بأي طريقة انها نظيفة من كافة التهم المشارة اليها) وطبعًا انا كنت اعلم انها صادقة لأن الضحية دائما على حق. ويجب دائما ان نصدقها ونسمعها ونشجعها على ان تتحدث عن مشكلتها لكي تُحل قبل ان تتحول لمصيبة..

 طلبت منها ان تقص المشكلة بكل صراحة لكي استطيع تقديم المساعدة لها على اكمل وجه، وطلبت منها كافة التفاصيل لأنه في الحالة الطبيعية كلما كانت الصورة أوضح كلما كان حل القضية اسهل.

قالت بأن القصة هي “انه قررنا انا وجوزي نروح نغير جو بتسمير ( غرف مستأجرة) في منطقة حلوة داخل البلاد ونقضي يوم ونروح زي المرات السابقة الي رُحناها وبالفعل بلشنا نبحث عن مناطق حلوة ونتصل على اصحاب الي باجروا الغرف ليوم او ساعات والاغلب بهداك اليوم كان ملان فغيرنا كل المنطقة على ابعد وقلنا هيك هيك طالعين مشوار  فاتصلنا على واحد عشان نتفق عالميعاد والتفاصيل وشوي كان غريب !!!”.

 فسألتها ما الغريب؟! قالت “السعر اقل من المفروض لانها منطقة مميزة والبيت VIP وغير هيك طلبوا صورة هوية ؟ فالإشي مش مفهوم ضمنًا …”

فسألتها عن سبب طلب صورة الهويات؟! قالت: “قال اذا خربنا اشي حتى نكون مسؤولين..

 ” رُحت انا وجوزي على المشوار من الصبح وانبسطنا بكل صراحة وكان فعلا مشوار العمر من قد ما المنطقة كثير حلوة بس مش هون المصيبة!!! خيا انا بموت كل يوم ميت موتة !!!

سألتها ما المشكلة اذا؟! ردت ” كنا قاعدين بالليل انا وجوزي وبصلُه فيديو عَلى الواتساب” بدأت تبكي بعد هذه الجملة فسألتها ما هو محتوى الفيديو؟

  •  انا وجوزي اثناء العلاقة الزوجية داخل الغرفة والاشي جداً واضح ومصور بطريقة واضحة ودقيقة !

وطالبين منا 100 الف شيكل او بنشروا الفيديو!! من الخوف ردينا وكانت اللهجة جدا غريبة وبدهن نحول المصاري لخارج البلاد ومعنا بس ثلاث ايام واذا بنخبر الشرطة راح ينشروا الفيديو بكل محل!! بصراحة خفنا وحولنا قسم من المبلغ لبرا حتى ما ينشروا الفيديو..

وما كان قدامنا اي اشي ثاني نعمله، مع انه منسمع كثير وقليل عن هاي القصص بس لما صرنا احنا جوا الحدث اختلفت كل حساباتنا، وصرنا بدنا بس نوفر وقت على حالنا عشان الفيديو ما ينتشر ولا ننفضح..”

“بس القصة ما خلصت هون، بعد كم يوم قال صار بدنا ندفع 200 الف شيكل قال تأخير وفِي دفع ربا على كل يوم تأخير وصاروا يهددوا اكتر واكتر وحطوا الفيديوهات على مواقع الإنترنت وصاروا يهددوا يبعتوهن لأصدقاء قال انا بخون زوجي مع شخص تاني وقصص كثير حتى يخربوا سمعتي…والمشكلة بلشت تكبر وتطلع من ايدنا، وصار فيها تفاصيل ممكن اموت من وراها اذا حدا سمعها وصدقها، صح جوزي كان معي وبعرف بكل اشي بس احنا بمجتمع برحمش، ومجتمعنا ملتزم ومستحيل يغفر اي قضية بتتعلق بالشرف!!!! خيا من شان الله اتصلنا عصاحب المحل قلنا بعرفش وروحوا تشكوا وبالفعل تشكينا عالفاضي فش نتيجة وانكار تام من كل الجهات وحياتك خيا تساعدني انا محترمة وجوزي كمان ليش ننفضح والناس تتفرج علينا؟! بديش اخرب سمعتنا وسمعة اهلي وسمعة دار عمي الناس ما بترحم بطلعونا ناس وسخين والفيديو راح يصل لكل محل!!! والله بنتحر بقدرش استحمل!!! انا ما عملت اشي غلط انا بعمل الاشي مع حلالي زوجي مش رايحة على تسيمر لعلاقة غير شرعية!!! معنا ثلاث ايام بس حتى نحول المصاري او بفضحونا انا وزوجي..بأغلى ما عندك ساعدنا!!”

بدأ العمل على القضية وبدأنا بجمع كافة المعلومات..

وبعد استلامي لكافة المعلومات من الزوجين بدأ عملنا في التحقيق في الملف بشكلٍ مستعجل جداً لضرورة التصامر بعد فحص الملف مع الشرطة كان الرد كالتالي مؤجر الغرف ينكر كل الاتهامات الموجهة له ويقول بأنه لا يستعين بأي كاميرا خفية وملفه الجنائي نظيف ولا يوجد شكاوى من قبل ويقول أيضا انه مصور الفيديو هما الزوجين وبعد ان تم تسريبه قام الزوجين باتهامه بسبب غلطتهم وعلى اساس ذلك تم اغلاق الملف، لعدم وجود أدلة..

 ولكن بعد تحقيقنا السري اكتشفنا انه كان شريكا لتأجير الغرف بسنة 2017 مع شخص اخر وكان يوجد شكوى قانونية حول تصوير شخص ضد شريكه ولكن الشرطة لم تهتم بسبب انه لا يوجد شيء رسمي انه فعلا شريك سابق مع **** وبعد الفشل من الناحية القانونية استمرت طواقمنا بالعمل التقني حتى تمكنا من حذف المقاطع على المواقع الإباحية مع ضمان عدم إمكانية رفعها من جديد وتم حجب المقاطع ايضا على مواقع التواصل الاجتماعي في حال تم ارسالها يتم اغلاق الحساب بشكل تلقائي بدون تدخل من قبلنا وطبعا تم استخدام تقنيات جدا متقدمة لن يتم ذكرها لحماية مستقبل هذه العائلة ومصداقية عملنا اتجاه الناس الذين يتوجهون لنا لحل قضاياهم وبفضل ربنا استطعت مساعدتهم وانهاء المشكلة على خير وسلام وبدون ان تضطر العائلة على دفع مبالغ ضخمة لمبتز الكتروني لا يخاف الله وكل همه منفعته المادية على حساب حياة الناس وسمعتهم..

للتوضيح منذ بداية سنة 2021 وصلني من خلال الشركة اكثر من 6 حالات تم تصويريهم داخل الغرف بدون علمهم وجمعيهم من البلاد تم ابتزازهم بمبالغ مالية كبيرة او نشر المقاطع الجنسية الخاصة بهم وهنالك قسم منهم قاموا بالدفع للمبتز وخافوا واخرين تم مساعدتهم وعلاج مشاكلهم بنفس القصة وأصعب.

الرجاء من الجميع عدم استئجار الغرف ولا دقيقة ولا ثانية او الفيلات اليومية حتى. لأنه من الممكن ان تتعرضوا لنفس الموقف، العصابات تعمل حاليا على هذا الموضوع في البلاد بشكل كبير..

يوجد نوعين من العصابات الإجرامية في هذا المجال اول عصابة تزرع الكاميرات مع الاتفاق مع المؤجر وتتقاسم الأموال، والعصابة الثانية تطلب أستئجار الغرفة لساعة في الصباح وتزرع الكاميرات الخفية بدون علم المؤجر وبعد ذلك تقوم  بحجز ثاني يوم باسم شخص اخر وتحصل على الكاميرا التي تم زرعها قبل بيوم وتبدأ بابتزاز الناس بطريقة ذكية الموضوع جدا خطير ويجب على الجميع الانتباه له خاصة بالفترة التي تشهد توجه الناس بها لهذا النوع من المستئجرات والفنادق بازدياد رهيب..

واذا كنتم مصرين احجزوا مع طلب اخذ ورقة رسمية من المؤجر انه الغرفة لا تحتوي على كاميرات وتم فحصها قبل دخولها من خلال جهاز وهو يتحمل المسؤولية الكاملة لو حدث شيء مشابه.

يجب ان نصل للوعي والادراك التام على ان العصابات الالكترونية من الممكن ان تستغل الناس بطرق من المستحيل ان تخطر على البال.

 الرسائل التي تصل للمركز بشكل يومي تجعلنا نشعر بأننا موجودين داخل مسلسل درامي محبوك.

وطبعًا الناس تصدق المبتز دائمًا وتخضع له من خوفها، وكافة الناس على استعداد بأن دفعوا مبالغ هائلة مقابل حماية سمعتهم

ويجب ان نتذكر دوما ان القانون يجرم ويعاقب المجرم والمبتز بلوائح اتهام صعبة جدًا، توجه دائمًا لمراكز الاختصاص، لذلك يمنع منعا باتا التعامل مع المبتز وإظهار خوفك له!!!

حتى لو كنت ترتعب من المحتوى الذي يملكه. وتذكروا، كلما توجهتوا ابكر لشركتنا سايبر  كلما ضمنتوا حل قضيتكم بأقل الخسائر.

الصيف على الابواب والاقبال على الغرف المستأجرة سيرتفع ..

لذلك قوموا بمشاركة المنشور على أوسع نطاق ممكن لتعم الفائدة على الجميع، المشكلة منتشرة بشكل رهيب والناس لا تملك الوعي الكامل بالموضوع لانه لم يكن منتشر ببلادنا مثل انتشاره بدول الخارج.

لكن حان الوقت ان ننتبه على انفسنا وسلامة حياتنا اكثر.

لا تتفاجؤوا اذا ظهرت لكم إعلانات حول البيوت المستأجرة بهد قراءة هذا المنشور لأن الخوارزميات تعمل على ما تشاهده وتنشر حسبها.

قصص حقيقية عن الابتزاز الإلكتروني

CyberoneAuthor posts

المهندس احمد بطو مختص أمن المعلومات والجرائم الإلكترونية وسفيراً لنوايا الحسنة لمنظمة يونتيك الدولية للأمان على الإنترنت.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *