ما هو الميتافيرس وهل سوف يخلق عالم افتراضي جديد !

ما هو الميتافيرس وهل سوف يخلق عالم افتراضي جديد !


ما هو الميتافيرس وهل سوف يخلق عالم افتراضي جديد، في ظل نية شركة فيسبوك بالتوجه نحو عالم الميتافيرس، وفي خضم هذه التجربة الشيقة التي ستفرض على العالم أجمع واقعاً جديد، قد يجعلنا نعيش تجربة فيلم افاتار، وفي خضم التسابق من اجل خوض هذا العالم، وتجربة هذه الفكرة التي قد تبدو قاب قوسين أو أدنى منا، إضافة لما مر به العالم من جائحة كورونا التي أثرت على الحياة المعتادة بشكل ملحوظ، ومع اللجوء للتعامل مع الانترنت بشكل كامل ومتكامل، الأمر الذي عزز من ترسيخ مصطلح الميتافيرس في واقعنا، والذي قد يفرض علينا حياة جديدة ذات عالم افتراضي كلي لا ينفصل عن واقعنا الذي نعيشه.

في المستقبل القريب جداً، قد يصبح جميع الناس في العالم من حولنا يتواصلون معاً من خلال عوالم افتراضية، تقرب البعيد بشكل لم نعهده سابقاً بأي شكل من الأشكال، وستصبح كلمة “ميتافيرس” كلمة عادي يتم تداولها في كل لحظة، وبين أي شخصين قد يسيران ويتحدثان في امورهم اليومية.

ما هو الميتافيرس

من منا لم يشاهد فيلم افاتار، وفكرته في العيش وتجربة حياة عالم آخر وانت في مكانك، وهو ما ينطبق على الميتافيرس، او الكون الماورائي، الذي سيرتبط بمرحلة متطورة تتعدى الانترنت بمراحل، بحيث ستكون المساحات فيه مساحات افتراضية فيندمج البشر فيها ويتعاملوا مع واقع افتراضي معزز.

يرتبط مصطلح الميتافيرس باندماج الواقع مع العالم الافتراضي، و ب فكرة خلق عالم افتراضي متكامل،  والذي يكون بارتداء الفرد نظارة ثلاثية الابعاد، تجعل الفرد يختار العالم الافتراضي الذي يرغب ان يكون فيه ويتعامل مع الكائنات الافتراضية الموجودة فيه وكأنه في العالم الواقعي، وهو المتحكم والمسيطر فيه بشكل تام.

أصل اسم “ميتافيرس”

يعود أصل كلمة ميتافيرس للإنجليزية، وهي كلمة مكونة من مقطعين وهما “ميتا” وتعني الفوقي او الماورائي، وكلمة فيرس او يونيفيرس والتي تعني العالم او الكون، وبذلك فهي تعني العالم الماورائي او الافتراضي، والمرتبطة بخلق عالم افتراضي واقعي متكامل.

وتعود جذور مفهوم “الميتافيرس” للكاتب الأمريكي نيل ستيفنسون، وهو مؤلف رواية “snow crash” ، وهي رواية خيالية علمية تحاكي الواقع الافتراضي من خلال إيجاد عالم افتراضي موازي للعالم الواقعي، بحيث يتلاقى الأشخاص فيه ويتفاعلون معاً، ولكن على شكل صور رمزية وفي عالم افتراضي من اختيارهم.

ما هي اساسات الميتافيرس

يقوم الميتافيرس على ثلاثة جوانب أساسية ورئيسية تميزه عن الانترنت تحديداً، وهذه الجوانب هي:

  • الوجود:

فشعر انك متواجد فعلياً في المساحات الافتراضية وتتفاعل مع الآخرين وكأنك موجود معهم في نفس المكان، واعتمدت فكرة التواجد على التجسيد وهي فكرة تحسن من جودة التفاعل في الانترنت.

  • القابلية للتشغيل البيني:

وهي ميزة رائعة من ميزات الميتافيرس، فبإمكانك الانتقال لأي مكان وأي مساحة تريدها في هذا العالم الافتراضي، بكل سهولة وسلاسة دون الحاجة لان تأخذ وقت في الذهاب، من خلال استخدام صور رمزية وعناصر رقمية متوفرة.

  • التوحيد القياسي:

ويتيح للمستخدم إمكانية التشغيل البيني للخدمات والأنظمة بشكل متكامل من خلال الميتافيرس، وهو ما ينطبق على تقنيات وسائل الاعلام بإرسال الرسائل النصية للمطبعة ، حيث تكون المعايير التكنولوجية المعتادة مهمة ليتم تبنيها بشكل جماعي لكل الوسائل، وهو ما ينطبق على المنظمات الدولية مثل OMIG,

ما هو الميتافيرس العقاري

قام العديد من المهووسين بالعالم الافتراضي الميتافيرس لاحقاً، بشراء أراضي افتراضية موجودة فيه، ويحلمون بأن يكونوا لأنفسهم أملاك في هذا العالم، كما كان الأمر في أوائل ظهور الانترنت وشراء بعض النطاقات فيه.

ويرى هؤلاء بأن شراء عقارات في بيئة ميتا فيرس سيكون له أثر رجعي جيد، وعائد مالي ضخم عليه، نظراً لتزايد الاعداد التي تسعى لدخول هذا العالم، وفي ظل ما نراه في العالم من تطور هائل قد يفضي لأن يكون الميتافيرس امر واقع، الأمر الذي قد يجعله محط انظار الكثير من الناس، ما يجعلهم يطلبون الدخول اليه والتفاعل معه، على الرغم من ان عدد المشترين لأراضي الميتافيرس ليس بذلك العدد الضخم، إلا أنه في ارتفاع واضح وجلي.

ما هو الميتافيرس وهل سوف يخلق عالم افتراضي جديد !

ما هو الميتافيرس وهل سوف يخلق عالم افتراضي جديد !

ميتا فيرس والانترنت بين الحاضر والمستقبل

على حد قول مارك زوكربيرغ مؤسس موقع الفيس بوك واصفاً الميتافيرس بأنها” انترنت مجسد”، لذا فيمكننا أن نعتبر الميتافيرس بأنه نسخة مطورة من الانترنت الذي نتعامل معه، في حين أن الانترنت يرتبط بواقع احادي البعد او ثنائي الابعاد، فالميتافيرس يمثل واقع افتراضي ثلاثي الابعاد.

ولعل أبرز الامور التي تجعل الميتافيرس مختلف عن الانترنت، بإمكانية التواجد فباستخدام الانترنت لا تستطيع ان تتواجد في مكان آخر، سواء جسدياً أو بصورة رمزية تمثلك، انما فقط صوتاً وصورة من مكان آخر لا تشعر أن توجد فيه البتة، وبينما في الميتافيرس سينقلك من واقعك لعالم افتراضي بحت وبصورة ثلاثية الابعاد من خلال ارتداء نضارة ثلاثية الابعاد تجعلك تعيش وكأنك موجود فعلياً في المكان الافتراضي الذي ذهبت اليه.

عالم “الميتافيرس” والألعاب الالكترونية

تقوم فكرة الألعاب الالكترونية على “اللعب مقابل المال” فكلما لعبت أكثر وربحت تزداد ارباحك، وتزداد قيمة حسابك واصولك في اللعبة، وهذا موازي تمامً لما يقوم عليه الميتافيرس. ويذكر أن فكرة الألعاب الالكترونية التي تعتمد على اللعب مقابل المال كانت ذا صدى وصيت كبيرين لم يتوقع ان تحصدها بهذا الشكل مثل لعبة Axie Infinity التي حققت أرباح وصلت لثلاثة ملايين دولار خلال مدة قصيرة، إضافة لألعاب كثيرة لامركزية تقوم على نفس المبدأ.

ونظراً لأن شركات الألعاب اللامركزية والتي من ضمنها لعبة فورت نايت، كان لها السبق في استخدام العاب الفيديو ذات لاعبين متعددين. وتتم اللعبة على الانترنت في عوالم تفاعلية مشتركية، والتي تتشابه نوعاً ما مع الميتافيرس، فقد أوضحت ان لديها الرغبة البالغة في تجربة كاملة للميتافيرس ودمج العابها فيه، لتكون أكثر اثارة وجذب للاعبين وهو ما عبر عنه سويني رئيس شركة ايبيك غيمز منتجة لعبة الفورتنايت.

وفي حفلة من حفلات اريانا غراندي المغنية الشهيرة، تظهر فيه المغنية وهي ترتدي ملابس فضية اللون ولامعة وقد صففت شعرها والأجواء حولها زهرية اللون ما يضفي حماساً للجو، وهي تؤدي اغنية من أشهر اغانيها في حفلة في واقع افتراضي وليس بحقيقي في لعبة فورتنايت في تحدي الصدوع، وهذا ما يمكننا وصفه بدمع الموسيقى مع الألعاب التي قد هي جزءاً من واقع افتراضي ثلاثي الابعاد.

وهناك العاب الروبلوكس التي تتشارك مع فكرة الميتافيرس وهي منصة كاملة للألعاب المنفردة. ومن جانب آخر شركة يونيتي التي استخدمت نظام “التوائم الرقمية” في منصتها التي تطور فيها منتجات ثلاثية الأبعاد. وتعتبر فكرة التوائم الرقمية عبارة عن نسخ رقمية من العالم الواقع والعالم الحقيقي. وغيرها من الشركات التي تنوي بناء عوالم ميتافيرس خاصة بها تربط بها بين العوالم الافتراضية.

ميتا فيرس وعلاقته ب “فيسبوك”

في الآونة الأخيرة، انتشرت الأخبار عن نية شركة فيسبوك التي تضم الفيسبوك وانستا والواتساب، بتسمية الشركة الأم ب “ميتا” وهو الأمر الذي انتشر سريعاً في كل العالم، وربما كانت هذه النقطة هي شرارة شهرة الميتافيرس الفعلية، وأعلن مارك زوكربيرغ عن نيته الفعلية في خلق واقع افتراضي يستخدمه جميع المستخدمين الذين يتعاملون مع مختلف تطبيقات شركة ميتا او فيسبوك سابقاً.

وقد استثمر الشركة حوالي مليون دولار امريكي كتمويل لمساعدة المؤسسات الغير ربحية المسؤولة عن تطوير وتصميم هذه التقنية، ويذكر مارك بأنه ستكون الاجتماعات في أماكن العمل عبر الواقع الافتراضي ودون الحاجة للتواجد في مكان العمل الفعلي، حيث أوضح أنه في مدة أقصاها خمس سنوات سيكون قد قام بتحقيق ما يصبو اليه في تحقيق هذه الفكرة في تطبيقاته.

أكوان جديدة في عالمنا

عام من الآن قد تذهب لعملك وانت مكانك ولكن في عالم موازي لعالمك وهو عالم الميتافيرس، حيث سيفرض فكرة خلق عالم افتراضي متكامل، فبدلاًً من أن يذهب وقتك في قيادة السيارة والذهاب لمكان عملك، كل ما عليك فعله هو تجهيز نفسك وارتداء نظارة ثلاثية الابعاد والدخول لعملك بكل سلاسة في كون خيالي، وقد تذهب للتسوق لأي متجر تريده في العالم وانت فقط ترتدي النظارة الرقمية ودون الحاجة لاستقلال أي طائرة، بحث تتسوق بما تريد وكيفما تريد وانت في منزلك.

وقد بدأت شركات عالمية بالفعل بتطبيق هذا الواقع وبناء مشروع برو ميتافيرس، حيث قامت شركة Horizon Workrooms ببناء مكتب افتراضي في فيسبوك ويكون تفاعل الموظفين فيه معاً والعمل بكل اريحية وكأنهم امام بعضهم فعلياً فقط بارتداء نظارة الواقع الافتراضي.

المشاكل التي قد تقف عائقاً أمام “الميتافيرس”

على الرغم من المستقبل الباهر المتوقع لعالم الميتافيرس، والنجاح الكبير الذي قد يحظى به في السنوات القليلة القادمة، إلا أنه وكغيره من كثير من الأمور المستحدثة والجديدة، لابد أن تواجه مشاكل قد تعرقل مسيره نوعاً ما، ومن أبرز هذه المشكلات المتوقعة:

  • قد يعاني ضعاف البصر او من لديهم مشاكل بصرية صعبة نوعاً ما، من الدخول الى هذا العالم، نظراً لأنه عالم بصري بالدرجة الأولى، والذي سيجعله اختيار غير موفق للمكفوفين أو ضعاف البصر.
  • مشاكل ضعف الانترنت ستؤثر بشكل واضح وملموس على دخول عالم الميتافيرس، الأمر الذي سيجعل مستخدمي الانترنت ذو ال الجودة السيئة غير مستعدين لأن يخوضوا هذه التجربة.
  • كما غيره من الاختراعات الحديثة، فإن المعدات التي تستخدم من أجل الدخول العالم الميتافيرس، قد تكون مكلفة وباهظة الثمن.

 

ومن الجدير بالذكر، أن عالم الميتافيرس، قد يغير العالم بأسره، ويغير أسلوب حياتنا الكلي، بحيث يسهل علينا الكثير من الأمور التي كانت تأخذ منا وقتاً كثير، وهو ما يستغله ويختصره علينا بارتدائنا نظارة افتراضية ثلاثية الابعاد بمجرد ارتدائها نكون في المكان المساحة التي نريدها، وننتقل لأي مساحة نريد بمجرد استخدام صورة رمزية وواقع رقمي، ولكن هل سنعيش هذا الواقع في القريب العاجل، ام ستواجهنا صعوبات في التعامل معه.

جميع الحقوق محفوظة لشركة سايبر وان المختصة في الامن السيبراني والجرائم الإلكترونية لا يحق لكم نقل او اقتباس اي شيء بدون موافقه الشركة ما سيعرض صاحبه للمسائلة القانونية.

للتواصل info@cyberone.co

00972533392585

أخبار

CyberoneAuthor posts

المهندس احمد بطو مختص أمن المعلومات والجرائم الإلكترونية وسفيراً لنوايا الحسنة لمنظمة يونتيك الدولية للأمان على الإنترنت.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *