كيف تؤثر منصّات التواصل الاجتماعي على السلوك البشري؟ مواقع التواصل الاجتماعي من اكثر المواقع التي تستخدم في الوقت الحالي على الانترنت، وبالتالي فكان لها التأثير الأكبر على تفكير مستخدميها، فهي لم تعد مجرد مواقع للتواصل، بل أصبحت حياة البشر تعرض عليها، واصبحوا يعيشون فيها، ويعرضون حياتهم بشتى أشكالها وانواعها، وعلى الرغم من ايجابياتها الكثيرة للمستخدم، إلا ان الاستخدام الكثير والدائم لها يؤثر بالسلب على نمط التفكير البشري، وعلى سلوك وانماط حياة الفرد.
نتيجة للاستخدام الكبير لمنصات التواصل الاجتماعي، ظهرت العديد من النتائج والآثار الايجابية والسلبية على المستخدمين.
منصّات التواصل الاجتماعي
وهي مجموعة مواقع موجودة على الانترنت تتخصص بالتفاعل الاجتماعي بين المستخدمين، بحيث يشارك المستخدمين أفكارهم وآرائهم واهتماماتهم، وتشمل هذه المواقع أيضاً إمكانية البحث عن فرص عمل والكثير من الأنشطة التي يتشاركها مستخدميها، وتقوم الشركات المالكة لهذه المواقع بتطوير بياناتها وتطوير الذكاء الاصطناعي والخوارزميات المتعلقة بها من اجل زيادة اعداد مستخدميها، وجذب أكبر عدد ممكن منهم، أما عن هذه المواقع فهي مثل: Facebook و Twitter و Instagram و LinkedIn و Pintertest و TikTokو غيرها ن المواقع، التي تستخدم من اجل التواصل ومشاركة المنشورات والصور واليوميات المختلفة، والتواصل مع الأصدقاء أينما كانوا.
وأكدت الدراسات خلال السنوات القليلة الماضية ان عدد مستخدمين منصّات التواصل الاجتماعي خصوصاً، والإنترنت عموماً قد تجاوز 5 مليار مستخدم.
تأثير منصّات التواصل الاجتماعي على المستخدمين
كان هناك تأثير واضح لمنصّات التواصل الاجتماعي خاصة على سلوك مستخدميه وحياتهم، ونظراً لازدياد اعداد المستخدمين بشكل كبير وواضح، فكان التأثير بشقيه الإيجابي والسلبي واضح بشكل جلي على حياة الافراد ونمط تفكيرهم وأسلوب حياتهم، وفي كثير من الأمور التي تتعلق بمستخدمين هذه المواقع، وتظهر هذه التأثيرات في:
-
التواصل
حيث كان الاستخدام الأول والاساسي ل منصّات التواصل الاجتماعي من اجل عملية التواصل والتي سميت على أساسها بمواقع التواصل الاجتماعي، ومن الجدير بالذكر انها مواقع تسهل عملية التواصل بشتى أنواعها، الا انها كغيرها من الأشياء التي ان زادت عن حدها قد تنقلب لضدها، وهذا ما يحدث ان الاستخدام اكثر من اللازم او استخدامها بالشكل الخاطئ، خاصة ان كان المستخدمين مراهقين او أطفال، والتي قد تؤثر على سلوكهم ونفسيتهم، وحتى على مهاراتهم الاجتماعية، وعلى الترابط الاسري في الاسرة نفسها، ففي ظل وجود الانترنت وهذه المواقع، نلاحظ أنها أثرت بشكل كبير على تواصل الافراد في الواقع.
-
ظهور مشكلة التنمر الالكتروني
تعتبر مشكلة التنمر الالكتروني من اكبر المشاكل التي تواجه مستخدمين هذه المواقع، فمن لم يعجبه شخص او شيء على مواقع التواصل الاجتماعي، لا يكتفي بالقول انه لا يعجبه، بل يزيد الامر لأن يستهزأ ويتنمر على الآخرين بحجة انه يعبر عن رأيه، الأمر الذي كان له اثر رجعي سيء على من يقع عليهم التنمر، فيضعف شخصيتهم ويهز ثقتهم بأنفسهم، وقد يسبب لهم الامر عقد نفسية، ومنهم من يدخل في حالات اكتئاب نتيجة للاستهزاء الزائد به والعنصرية المتبعة تجاهه، وقد يصل الأمر لان ينتحر بعضهم وتزيد لدى المراهقين، وبعضهم لا يبالي بما يسمع، ولكن هل ذلك مبرر للتنمر على الآخرين؟
-
الصور الشخصية
مع ازدياد استخدام ما يسمى ب” الفلتر” وهو محسن للصور ومضيف مؤثرات تجعل الصور بشكل افضل واجمل، على مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة، فعندما يقوم الفرد منا بتحميل صورته على هذه المواقع واضافة التأثيرات او الفلاتر المختلفة عليها وتحسينها بالشكل الذي يريد ويحب، ما قد يخلق حالة من عدم الرضا عن النفس وعن الشكل الخارجي في الحقيقة، نتيجة لاستخدام هذه المؤثرات، وقد يزداد الوضع لان يخلق حالة شعورة بالحزن لدى الشخص، أو قد يدخله في حالة اكتئاب وابت قد تتطور لأن تصل للانتحار في بعض الحالات.
-
الاكتئاب والقلق
نتيجة لوجود مستخدمين من مختلف انحاء العالم على هذه المواقع، نرى انه توجد ثقافات واختلافات عديدة بين هؤلاء المستخدمين، ترجع لطبيعة حياة كلا منهم، ولكن ماذا إن لم يتم احترام هذا الاختلاف، الأمر الذي يخلق نوع من عدم التقبل لآراء الغير، وقد يحدث توتر واكتئاب وقلق للبعض نتيجة لما يتعرض له من عدم احترام للرأي، او ان يتلف غيره معه بالرأي، او قد يكون القلق والحزن نتيجة للأخبار المختلفة التي تنتشر على مواقع التواصل الاجتماعي.
بالإضافة لتأثير مواقع التواصل الاجتماعي بحالة تسمى ب فومو FOMO والتي تعني Fear of missing out أي الخوف من تفويت الاشعارات، وهي حالة من القلق تجعل صاحبها يدخل في حالة من الخوف من تفويت أي اشعار يصله.
وبحسب دراسة أجريت عام 2016 على مستخدمين التواصل الاجتماعي وعددهم 2000 مستخدم، الى ان حوالي نسبة الاكتئاب والقلق ترتفع لثلاث اضعاف عند من يستخدمون هذه المواقع بشكل كبير واغلب ساعات اليوم.
-
النوم
الاستخدام الدائم والمستمر لمواقع التواصل الاجتماعي خاصة في ساعات الليل وفترة ما قبل النوم، قد يقلل من إمكانية الشعور بالنوم، نتيجة لتأثير الأضواء الناتجة عن الهواتف على افراز هرمون الميلاتونين الذي يساعد على النوم، وتؤثر بشكل كبير على شعور الأرق.
ادمان منصات التواصل الاجتماعي
قد يرقى الاستخدام المتكرر والدائم والمستمر لمنصات التواصل الاجتماعي، لأن يصبح حالة من الإدمان، والتي قد يربطها الخبراء بأنها مرتبطة بإدمان الإنترنت، ويرى آخرون أنها حالة مرضية عقلية بحاجة لعلاج بشكل جدي.
ويكون الإدمان من خلال الجلوس لساعات طويلة ومتواصلة على هذه المواقع، وضرورة مشاركة المنشورات والحالات والصور المختلفة عليها، مع شعور بحالة من الاكتئاب اذا لم يتفاعل احد مع هذه المنشورات والمشاركات، بالإضافة للانعزال التام عن البشر، واينما يذهب الفرد يستخدم هذه المواقع.
وقد ارتبط ادمان الانترنت بمجموعة من المشكلات التي قد تكون:
- اجتماعية والتي تتمثل بالعلاقات مع من حولك، والمجتمع عموماً.
- او مشكلات دراسية، تتعلق بالتحصيل الدراسي وتدنيه.
- عدم الانخراط مع أي مجموعات أخرى خارج نطاق الانترنت.
- مشاكل نفسية، مثل مشاكل ضعف الثقة بالنفس، نتيجة تعديل مثل هذه المواقع على اصور والشكل العام، ومشاكل الوحدة والانعزال عن العالم.
- مشاكل الحسد، والتي يرى اغلب المستخدمين انهم يتعرضون للحسد نتيجة لنشرهم ورهم اثناء رحلاتهم المختلفة.
الفئات الأكثر تأثر بمنصات التواصل الاجتماعي
- تعتبر النساء هم الفئات الأكثر تأثراً بمنصات التواصل الاجتماعي، فاذا ما شاهدت احداهن صورة لامرأة أخرى اجمل منها، تسعى لأن تصبح مثلها، او حتى لمكان ارتاده غيرها تريد ان تذهب اليه، وكذلك تتأثرن بأسلوب حياة الآخرين، وحتى فيما يتعلق بالتسوق والشراء، كل ذلك كي يحققوا شعور من الرضا النفسي لديهم.
- تليها فئة المراهقون، حيث يتأثر المراهقين بشكل كبير بهذه المواقع، لحد قد يصل بهم لإدمانها، وينتج عن ذلك مشكلات عديدة تؤثر عليهم.
- الأطفال، يعتبر الأطفال، من أخطر الفئات التي قد تتأثر بهذه المواقع، نتيجة لعدم فهمهم الصحيح لطبيعة هذه المواقع وما هيتها، والتي قد تؤثر عليهم بالسلب.
تقليل الأثر السلبي لمنصات التواصل الاجتماعي
لتقليل الأثر السلبي لمنصات التواصل الاجتماعي على المجتمع وعلى المستخدمين، لابد أن نتبع مجموعة من الطرق، وهي:
- تحديد وقت معين خلال اليوم لاستخدام منصات التواصل الاجتماعي.
- محاولة ممارسة أشياء مفيدة في حياتنا قد تلهينا عن استخدام هذه المنصات، مثل الرياضة، او السباحة او أي هواية أخرى.
- الاستخدام المحدود وتحديده بأن يكون لتنمية المعلومات والثقافة لدينا.
- التركيز على تقوية العلاقات الاجتماعية المختلفة خارج نطاق منصات التواصل الاجتماعي.
اقرأ ايضاً: ما هو ادمان الانترنت؟ والتخلص منه بخطوات بسيطة
وهكذا نرى، أن منصات التواصل الاجتماعي ذات تأثير كبير على مستخدميها، والذي قد يكون بالإيجاب او بالسلب، ولكن اذا ما زاد استخدامها عن الحد فقد يتطور الأمر لأن تكون آثار ونتائج سلبية على المستخدمين، لذا علينا ان نكون على وعي تام لكيفية استخدام هذه المواقع، وابعاد المراهقين والأطفال عنها قدر الإمكان، لئلا تؤثر عليهم بشكل سلبي.
جميع الحقوق محفوظة لشركة سايبر وان المختصة في الامن السيبراني والجرائم الإلكترونية لا يحق لكم نقل او اقتباس اي شيء بدون موافقه الشركة قد يعاقب عليها القانون.
للتواصل info@cyberone.co
00972533392585