احذروا من مراكز تصليح الهواتف الذكية، ابتزاز واستغلال جنسي كاد يودي للموت، من المؤذي والموجع جداً أن نعيش في مجتمع يتلذذ بالاغتصاب وتوزيع التهم، للأسف مجتمعنا في كل يوم عن الآخر يحنق أحلام وطموحات البريئين! فتجد وحوش المجتمع يستهدفوا الفئة البريئة، في سبيل تحقيق سعادتهم، نظرا لأن الضحية في حالة رهان على حياتها.

في المسلسلات والأفلام اكثر موقف مؤثر وصادم، هو رؤيتك لانسان دمائه تنزف امام عينك، إلا إن هذه المواقف واصعب منها، أصبح تحدث أمام عينيا يومياً في عالمنا الحقيقي بأناس ينزفون من جسدهم وروحهم بسبب انشان مجرم! وفي كل مرة أرى فيها كم أن الضحية تعاني، يجعلني أغرق في تفكيري إلى اين ذاهبون في هذا العالم!

مصيبة كبيرة قد تؤدي للانتحار

من خلال تصفحي اليومي للرسائل على الانستغرام، وصلتني رسالة، تقول صاحبتها: مرحبا خيا انا بمصيبة كبيرة داخله على الله ثم عليك!!!

هذه ليست المرة الأولى التي تصادفني فيها رسائل بهذه المقدمة، وليست أول مرة اعر بهذه المشاعر السوداء التي تحاوطني خوفاً مما سأقرأه في رسالة الضحية القادمة، فهم فعلياً جميعهم ضحايا!

الفتاة: رد عرسالتي ارجوك حاولت ابعت قبل هيك وما رديت..لهيك انتحرت وفقدت الأمل..!

تعود نفس اليد السوداء ذات المخالب لتخطفني من الحدث وترمي بي في فجوة سواد ليس لها نهاية، غير مفهومة! فالرجفة نفسها التي تصفعني حتى اتماسك، كي استطيع ان اساعد في اكمال رسالة انسان جديد عاد من الموت نتيجة لقذارة انسان آخر في هذه الحياة السيئة.

أكملت رسالتها، لتقول: لسوء الحظ لحقوني..

بس خلص بطلت اغدر استحمل.بدّي انتحر واتريح من هدنيا الي ملانه وحوش بشرية!!! بترجاك ترد.. انتي اخر امل بحياتي قبل الانتحار…

قلت لها: ما القصة؟ وبكل صراحة كي استطيع مساعدتك بالشكل المناسب!

أجابت: الحمدلله يا ربي انك رديت والله يخليك تساعدني….

قلت: لا يهمك، فقط تحدثي بكل صراحة وبإذن الله سوف اساعدك! ومن قبل أن اكمل باقي قصتها أو اعرف ما هي، مر أمام عينيا فيلم سريع بكل القصص والأحداث العدائية التي كانت الضحايا تتوجه لي فيها، وأرسم واتخيل سيناريوهات لما قد يكون حدث معها بالفعل، فكرت بكل القصص القاتلة التي جعلت اخاص يقرروا الموت بفعل اشخاص آخرين، يفتقدوا لأدني شعور بالإنسانية والغير، يا اللهي ما هذا الحال الذي وصلنا اليه!

أكملت قائلة: القصه هيك انا مرا محافظة ومتدينة ومتجوزة..

وعندي ولد وبنتين!وبحياتي ما عملت غلط مع شب..

وتجوزت صغيره اصلا بجيل 17 !!قبل شهرين وصلني رسالة على الفيسبوك باسم بنت ؟مرحبا كيف حالك..

عايزيك بموضوع كثير ضروري ؟ انا هون اتفاجأت وصار عندي فضول افتح الرساله واعرف شو في.. فسالتها تفضلي! بتحكيلي في الك صور وفيديوهات وانتي عارية وبدي نتفاهم بدون مشاكل وفضائح !حكتليها اي فيديوهات يا كلبه!!!! وانا اشرف منك ومن الي خلفك!! واياني رايحة اتشكى بالبوليص وعملت بلوك عليها …بعد اسبوع رجعت بعتتلي من حساب تاني باسمي وصورتي ..وطبعا هون انا انصدمت! لانو انا ما بنزل صوري ولا عمحل.. وكاتبه اخر انذار الك قبل ما افضحك بكل البلد!! رديت عليها من وين جبتي صوري ؟!!! بتحكيلي انا معي الك البوم صور وفيديوهات وانتي عاريه ! فحكتلها فش اشي الي صور ولا بتصور هيك ! وانا صراحه ميته خوف..

كأنه حدا بسحب بروحي من صدري شوي شوي, دوامة بتدور براسي مش غادرة احزر شو نهايتها..بس بدّيش أبين ضعيفة!! فحكتلي تواني وببعتلك..

بلش العالم يلف فيي كأنه جسمي تخدر كله, صارت الرجة تمشي زي الكهربا بعروقي!! مصيبة!!

اذا حكيها صح مصيبة وبتنزل على حياتي كلها,وانا والله مش هيك..- الجملة اللي بتحاول كل ضحية تسأل العالم فيها اول ما يصير عليها اشي…

شو الذنب اللي اقترفه انسان بريء ليعلق بإيدين ناس اوسخ من أي اشي ممكن نتوقعه..خيا احمد انا متت هون.. ونكسر ظهري..بعد ما بعتت صوري وفيديوهات الي عارية فيها !!وقلتلي شو رايك نتفاهم ولاانشرهم ؟!! وبعتتلي حسابات ابوي واخوي وكل العيلة..بقلها مين انتي؟!!

قلتلي انا وحدة “بحب البنات “.. بدّي انبسط معك.. وبديش افضحك!! انقلب الموضوع لكارثي عنجد.. بلش الموضوع يتوضح, بس من اشي بخوِف لإشي برعب!! زي اللي ماشي بسيارته بين الضباب ومش شايف. ولكا شاف, كان في هاوية قدامه فش مهرب منها…كأنه الموت قاعد بتربصلي! حاولت..حاولت والله كثيرأتهرب واصدها..ما غدرت!!صار كل يوم تضغط علي اكثر واكثر..وبديش اخسر جوزي.. ولا عيلتي و اهلي..ولا سمعتهم. ولا ادمر مستقبل خواتي واخوتي!! طول عمرنا ناس ينحلف فينا بالأخلاق, واجي انا اوطي راس كل العيله !!!وخيا احمد حاولت كثير اعرف مين هي..فش فايدة.والضغط الي كان علي كثير كبير…خوفا من الفضيحة! والقتل!! مجتمعنا العربي برحمش.. ولا مرة كانت الضحية الها حق صوتها ينسمع! كأننا خلقنا لنزيد تهم الضحية !

طول عمرنا منفضل نصف بجهة القوي الحقير على انه ننصر البريء المظلوم!! كانت صورة المجتمع وكل توابعه هي الحبل الأطول للمشنقة اللي رقبتي معلقة عليها..خفت..الطبيعي اني أخاف..لا! حتى اقل من الطبيعي الخوف بهاي الحالة المميتة!! للأسف..

خضعت لطلباتها الجنسية مقابل تحذف كل الصور والفيديوهات! وكانت تحكيلي بس مره وحده منعمل مع بعض عالتلفون وانا راح احذف كل اشي من عندي…وكانت تحكيلي صورك وفيديوهات مهني نفسهم مَش راح تخسري!! وقدرت تقنعني …زي المريض اللي السرطان بوكل جسمه! الموت حوليه من كل النواحي..مش رح يتأثر بجلسة كيماوي!! هيك كان الموضوع تماما..وحلفت انو راح تحذفهم بس كان كلشي كذب..واستمر استغلالي الجنسي ثلاث اشهر!!

لحد اليوم..كل يوم بدها صور..وفيديوهات بوضعيات مختلفة! واعمل بحالي بشغلات مقرفه!!!

لحد قررت يوم من الايام انتحر حتى اخلص من المشكلة..ما بنفضح ولا اهلي بنفضحو ..هون الموضوع ببلش يتلاشى!يختفي! نفس الصدمة بنفس الشعور المقرف بترجع للإنسان..ولاو قديش سهل يكون الانسان مقرف لدرجة انه يخسّر انسان ثاني حياته!!ولاو قديش في حيوانات شهوانية بتفضل سعادتها الوسخة والملطخة, على راحة بال انسان بريء..فسألتها كيف انتحرتي ؟!!وأنتي تتحدثي معي..

تقول:لسوء حظي.. شربت دوا كميه كبيرة ووقعت بقلب الدار..ولحقوني لحوق وخسرت كلوتي..

بطلت تشتغل..وحولوني لدكتور اعصاب وتحقيق حتى يعرفوا لي عملت هيك!!ورغم هيك ما حكيت لحدا لليوم…خيا ابوس ايديك!!! بعطيك شو بدك بس ساعدني..بديش انفضح..انا مرا شريفه عفيفه وما بعتت صور لحدا

 

كارثة ما بين الموضوعية والإنسانية

اختلطت عليا الأمور هنا ما بين الموضوعية في حل المشكلة والإنسانية التي مزقت مشاعري تجاه هذه الانسانة البريئة والبسيطة، التي واجهت من التعب النفسي الذي قادها للموت وترك أولادها! فمن المستحيل أن نصل لما وصلت اليه من الاحاسيس!

فذارة واستغلال وتعب نفسي، مزيج مقزز ورهيب كاد أن يوصلها للموت! والذي وصلته بالفعل، ولكنها بقدرة الله عزوجل استطاعت ان تعود منه لأطفالها وسألتها: ماذا بشأن انك لم ترسلي صورك لأي شخص آخر! من أين أتت الصور؟!

تقول: القصه انو جوزي بشتغل مبيت.. بشهر بروح مره او مرتين! حسب الظروف..وبطلب مني ابعتلوا صور وفيديوهات على الواتساب..والله العظيم ما بعرف شي بحياتي غير جوزي!!! ارجوك ساعدني.. لليوم بعدني تحت الابتزازوالتهديد بشكل يومي..بأمور مقرفه جدا جدا… لذا فاحذروا من مراكز تصليح الهواتف الذكية!

وتقول: ابوووس ايديك تساعدني وتستر علي!! بطل فيه نفس..

سألتها: هل تحدثتي معها مكالمة هاتفية من قبل؟! أجابت: لا فقط كتابة و لم نفتح فيديو.

قلت لها: ارسلي لي كل المعلومات والتفاصيل.

وبعد أن أرسلت لي كافة المعلومات المطلوبة، بدأت بالتحقيق بالقضية بشكل جدي ومكثف! لخطورة الأمر، وظروفها النفسية الخطيرة! لانها في كل ثانية تمر تزداد احتمالية انتحارها، وهنا سألت نفسي: هل قامت الفتاة بارسال الصور لأي شخص آخر غير زوجها! وبعدي فحصي الدقيق للهاتف الخاص بها وبزوجها وجدت انه لم يتعرض لأي اختراق او مراقبة او تجسس بأي وسيلة كانت! وهنا بدأ عملي لمعرفة الحساب المزيف على الفيسبوك، ومن هو الشخص الذي يقف ورائه؟

احذروا من مراكز تصليح الهواتف الذكية

وبعد أسبوع من التحري، توصلت لنتائج إيجابية جداً، واستطعت أن اعرف من يقع وراء هذا الحساب، وقمت بالاتصال على الفتاة لأسالها اذا ما كنت تشك في أحد معين! والتي اجابت: والله ولا حدا وانا مَش ممكن ابعت هيك صور لحدا،

لذا فسألتها بطريقة غير مباشرة: قد يكون جارك او ابن عمك .. او غيرهم؟! وطلبت منها ان تقول أسماء العائلات الموجودة في منطقتهم! وكان من بينهم الشخص الذي لدي بيناته، فسألتها اذا ما كانت تعرف احد في هذه العائلة، وهنا لم ارد ان اخبرها بشكل مباشر عن الشخص، فقالت: اه اكيد بدك تعرف..لانو في واحد اسمو **** بصلح تلفونات!! واكيد بمجالكوا لازم تعرفوا بعض، قلت لها: بالتأكيد أعرفه! فقالت:  اه انسان منيح كثير وصلح التلفون عندو.. فسألتها: كيف ذلك ؟!

اجابت: قبل فتره طويلة انكسرت شاشه التلفون وغيرتها عنده.فسالتها: هل كان للهاتف رقم سري  ؟!!

قالت: اه طبعا اعطيتوا.. فسالتها: ما الفترة التي ظل فيها الهاتف لديه؟!! اجابت: لتاني يوم المغرب.. ورحت جبته ودفعتله.

فقلت لها: سأرد عليكي اليوم مساءاً لنحل القصة بشكل تام، وبعد أن راجعت كل معلوماتي، وتأكدت هانه هو الشخص % من النواحي التقنية والقانونية وقمت بالاتصال بها، لكي تقوم بتقديم شكوى لدى الشرطة، وانا سأدعمها بكافو الأدلة اللازمة! وانا ساتواصل معهم وارتب كل الأمور بشكل سري للغاية، ولكنها رفضت، وقالت البوليص لا!! اوتي  يقتلوني!! وجوزي بطلقني!!

ولكن طمأنتها ان كل شيء سيكون عليا وستجري الأمور بشكل سرية للغاية، وسيكون الموضوع على مسؤوليتي البحتة!! وبالفعل قدمت شكوى في الشرطة مع جميع الأدلة اللازمة، واتصلت عليها لكي نتفق على ما تم التوصل اليه، حيث ستقول للشرطة انها ذهبت للشخص المقصود لتغير شاشة الهاتف، وبالفعل قالت كل ما حدث بالتفصيل، وتم القبض على المجرم متلبس، وهو يجري اتصالات من هاتفه من حسابه المجهول مع كافة الصور، وتم تحويله للمحاكمة، وانتهت القصة على خير وسلامة، واستطعت ان انقد الفتاة وعائلتها من قضية شرف وقتل في هذا المجتمع الضحل!

وهنا، وضلت لمرحلة تأملت فيها كثيراً فيما حدث! ومازال يحدث في مجتمعنا! ألهذا الحد اصبحنا لا نعي اننا نعيش مع جواسيس في بيوتنا، من الهاتف للاب توب والايباد! فكل هذه الاختراعات الحديثة ما هي الا سلاح ذو حدين! والذي قد يجرنا للموت في غضون دقائق معدودة اذا لم نحسن استخدامه! واذا كنت تمتلك خبرة بسيطة فيه فيفضل أن تأخذ حذرك بشكل مضاعف اكثر! فأنت ومع هذه الأجهزة لست محصن ضد الاختراق، فبيوتنا جميعها أصبحت شفافة من زجاج، منذ ان اصبحنا نتعامل مع هذه الهواتف الذكية والانترنت اكثر من أهلنا!

فلنتذكر دائماً أننا نحمل سلاح ليس آمن بين أيدينا! فنجعل تعاملاتنا معه في أعلى درجات الحذر، واذا ما تم استغلالنا، فيجب علينا ان نكون واعيين لذلك بما يكفي، لان لا نسمح بأن يتم استنزاف أرواحنا ونفسيتنا وحياتنا، ولتعلموا دوماً أننا وجدنا أساساً لخدمتكم.

ومن الضروري معرفة انه يمنع منعاً باتاً ارسال أي صور عارية لكم على مواقع التواصل الاجتماعي، حتى لو كانت لزوجك او خطيبك!

ويمنع استقبال أي مكالمات فيديو وانت بشكل عاري مهما كان الشخص الذي ستتواصل معه، والاهم من ذلك احذروا من مراكز تصليح الهواتف الذكية بشكل كبير جداً! فاذا تعرضت شاشة هاتفك للكسر او أي قطعة داخلية فيه، عليك أن تعلم أن المصلح ليس بحاجة لأني يعرف الرقم السري للهاتف، لانه لا يوجد أي علاقة بين الرقم السري وتصليح الهاتف في هذه الحالة! وفي حالة اضطررتم لان تصلحوا الهاتف، فعليك ان لا تفارق المصلح ابداً وهو يقوم بإصلاحه! مع ضرورة عدم إعطاء البريد الالكتروني الخاص بكم لأي شخص اطلاقاً! ولزوم الحصول على ورقة اتفاقية عدم نسخ الهاتف وعدم الاقتراب او التعرض لخصوصيتكم وغيرها من الأمور المهمة! وهنا يرجى منكم جميعاً الانتباه جيداً! حتى وان كان هناك الكثير من المصلحين المحترمين، ولكن وجب توخي الحذر والتعلم من أخطاء الغير، ويجب ان ننتبه ايضاً لأنه يمنع شراء أي هاتف مستعمل او ان يكون الربيد الالكتروني جاهز على الهاتف حتى وان كان جديد، وسواء كان أندرويد او ايفون!

يرجى مشاركة المنشور على أوسع نطاق لتعم الفائدة للجميع!

تحياتي المهندس احمد بطو مختص امن المعلومات والجرائم الإلكترونية

وسفيراً لنوايا الحسنة لمنظمة يونتيك الدولية للأمان على الإنترنت

جميع الحقوق محفوظة لشركة سايبر وان المختصة في الامن السيبراني والجرائم الإلكترونية لا يحق لكم نقل او اقتباس اي شيء بدون موافقه الشركة قد يعاقب عليها القانون.

للتواصل info@cyberone.co

00972533392585

قصص حقيقية عن الابتزاز الإلكتروني

CyberoneAuthor posts

المهندس احمد بطو مختص أمن المعلومات والجرائم الإلكترونية وسفيراً لنوايا الحسنة لمنظمة يونتيك الدولية للأمان على الإنترنت.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *