قصص حقيقة عن الابتزاز الإلكتروني

 

فتاة تتعرض للخطف والسفر خارج البلاد تحت تأثير الابتزاز والتهديد، من الوارد جداً أن نتوقع حدوث أي شيء في حياتنا اليومية، إلا تلك القص التي لطالما سمعناها في الخيال او بكونها فقط قصص تحذيرية، ولكن ماذا إن أصبح الخيال المخيف، واقع من الجحيم! والذي لنا أن نتخيله أن كل ما يحدث حولنا من حملات توعية ووسائل لا تعد ولا تحصى من التوعية، غلا أنه في نهاية الأمر يتم تهديد واختطاف وابتزاز ولم يقف الأمر على ذلك كله بل وتعداه للسفر خارج البلاد!

طلب طارئ وعاجل

في ساعات متأخرة من الليل وتحديداً عند الساعة 3:45 فجراً، هاتفي يصله إشعار، وإذا به طلب طارئ ومستعجل من وحدة مكافحة الجرائم الإلكترونية (سايبر وان- شركتي) عن اختفاء فتاة من البلاد، وطلب الأهل بالتحدث معي بشكل عاجل جداً وفوري، زاد من رغبتي في معرفة القصة تأثري الشديد بالأهل وخوفهم الواضح على اختفاء ابنتهم.

أجبت على الهاتف باهلا تفضلي، كيف لي أن أساعدك. ”

جاء الرد: الحمد لله أنك رديت ومتأسفة على الإزعاج بهيك وقت، أجبت: لا مشكلة، ما القصة بكل صراحة؟ ” أجابت: اختي، بكل صراحة أخي اختي صارلها أسبوع متغيرة وما بتوكل وسالتها مالك، مالك؟؟ بتقلي: مليش.. وكل البيت ملاحظ عليها بس فش نتيجة مش عم تحكي.

فاليوم الصبح الساعة 6 فتت على الغرفة ما لقيت اختي فكرتها بالحمام رجعت نمت بس ما تريحت زي اشي قلي افيق بعد نص ساعه دورت عليها بالحمام برا ما لقيتها فاتصلت عليها بس برن بتردش !

فصحيت اهلي وحكتلهم لأنها صرلها اسبوع تصرفاتها مش مضبوطة وكل حركة صغيرة او تلفون بتخاف وبتسأل مين، مين؟ و ردات فعلها كانت واضحة انو في اشي !

الساعة 10 رُحنا على البوليس نقدم شكوى عن اختفائها، والبوليس رفض قال عمرها فوق ال 18 واختفائها ما مرق عليه 24 ساعة وتغاوشنا معهم بس ع الفاضي! فش نتيجة، خيا ساعدنا ..اختي مختفية من وجه الصبح وممكن تكون بخطر كبير! خصوصًا انو كان عندها انهيار عصبي قبل 8 سنين، ودورنا بكل محل مش ملاقينها، فأخذت التلفون امها وصارت تعيط من شاء الله ساعدنا ببوس ايديك خالتي انا عم اموت!!!

وبعدها الاب اخذ التلفون منهار تماماً كمان” فتأثرت اكثر وطمأنتهم أن كل الأمور ستسير على ما يرام بإذن الله.

 جمع الأدلة وراء سبب الاختفاء والخطف

هنا، طلبت منهم أن يدخلوا لغرفة الفتاة ويجمعوا أي أوراق وأي شيء يخص الفتاة، ومن شانه أن يفيد في البحث عنها، أو ان يكون دليل وراء اختفائها، وكان الوضع فعلاً مثل ما توقعت. لقد عثر الأهل على حوالات بنكية بمبالغ مختلفة ومتعددة تصل لأكثر من 90 ألف شيكل خلا 5 أشهر.

وهنا بدأت بربط الأحداث، من ثم طلبت كافة المعلومات الشخصية للفتاة بالإضافة لمواقع التواصل الاجتماعي المختلفة، لكي أستطيع الوصول لعنوانها، او المكان الذي توجد فيه، وبالفعل استطعت ان أصل لمكان تواجدها في اليوم الثاني من اختفائها في تمام الساعة 9:15.

فتاة تتعرض للخطف والسفر خارج البلاد

في اليوم الثاني من اختفاء الفتاة، عثرت على المكان الذي تتواجد فيه الفتاة، وهو فندق في اسطنبول وحمدت الله كثيراً أنها ما تزال على قيد الحياة، ولم تتعرض للقتل او أي أذية أخرى، واستطعت ان اكمل باقي تحرياتي، حتى عثرت على محادثات تجمع الفتاة بالمبتز والذي يعيش في تركيا، حيث كان يطلب من الفتاة مبالغ مادية بالإضافة للاستغلال الجنسي البشع والوحشي، والذي لم أرَ قط مثله في حياتي.

وبالتأكيد فالفتاة كانت تخضع لكل طلباته، نتيجة للابتزاز الحقير من قبل المبتز، والذي كان يهددها مراراً وتكراراً بفضحها امام أهلها والمقربين، ومع الأسف الشديد كانت الفتاة خاضعة له تحت ضغط التهديد والابتزاز والتعب الجسدي والنفسي.

سفر اجباري خارج البلاد

في نهاية الأمر طلب منها أن تسافر لتركيا، أي المكان الذي يتواجد فيه، وكل ذلك تحت الضغط والتهديد والابتزاز، وإلا يهدد بفضحها وهو ما كان امر طبيعي بالنسبة له كمبتز، وما ساعد في التحكم اكثر في الفتاة هو ضعف شخصيتها الأمر الذي جعلها توافق في السفر له مقابل أن يكون معها مرة واحدة ومن ثم يتركها وشأنها.

وهنا أبلغت الأهل بكل تلك المعلومات، والذي بدورهم قاموا بحجز طائرة لإسطنبول وقمت بإعطائهم كافة المعلومات عن مكان تواجدها بالتحديد، وفعلاً استطاعوا ان يصلو لها في الوقت المناسب، قبل أن يصل لها ذلك المبتز الحقير، الذي شاءت الأقدار أن يكون في مكان بعيد عندما وصلت لظرف طارئ، وبدورنا تواصلنا مع الشرطة في إسطنبول وزودناهم بكافة الأدلة والمحادثات بالإضافة لشهادة الفتاة، وأكملنا باقي الخطة مع الفتاة حتى جاء المبتز وتم القبض عليه متلبس بجريمة تهديد وابتزاز، وهنا انتهت القضية بسلام، دون أن تتأذى الفتاة والحمد لله.

وفي هذه القصة لا نستطيع ان نلقي اللوم على فتاة تتعرض للخطف والسفر خارج البلاد فعلاً؛ لكونها عانت من مشكلة عصبية، والتي جعلتها غير قادرة على التفكير بالشكل الصحيح في مثل هذه المشكلة التي يصعب حلها فعلاً، والذي من الممكن أن يقوم أي شخص في مكانها بفعل نفس الشيء، إلا أن لطف الله كان الحائل بين الموت او الاغتصاب وحياة هذه الفتاة البريئة، واشعر بالسعادة حقاً لكوني ساعدت فتاة تتعرض للخطف والسفر خارج البلاد تحت تأثير الابتزاز والتهديد والحمد لله من قبل ومن بعد.

لذا علينا دائماً أن لا ننسى اننا جميعاً معرضين لمثل هذا الموقف البشع، حتى وان اتخذنا كل سبع الوقاية والحذر، لذا فعلينا دائما معرفة كل الطرق والوسائل التي تقينا من الوقوع في مثل هذا الفخ، وان لا نتعامل بأي شكل من الأشكال مع المبتز، وعدم تصديقه اطلاقاً، مع عدم مشاركة أي معلومة شخصية او بيانات تخصنا معهم.

وبإمكانكم زيارة مركزنا او موقعنا على الانترنت لمعرفة المزيد من حملات ونشرات التوعية التي نوفرها للجمهور.

ويمنع منبعاً باتاً بناء أي علاقة مع أي شخص من خارج البلاد، وفي حال حدوث أي مشكلة أول من يتم ابلاغهم هم الأهل، لانهم أكثر الناس خوافاً علياً وإن أظهروا لنا العكس، وإن لم تجدوا التفهم لدى الأهل، يمكن التعامل معنا بسرية تامة ودون الإفصاح عن أي معلومة تخصكم لأي شخص؛ كي لا يتفاقم الوضع أكثر.

نرجو نشر القصة على اكبر نطاق واسع، لزيادة الوعي ولعدم تكرار حدوث مثل هذه المشاكل من الابتزاز والتهديد.

مع خالص تحياتي:

المهندس احمد بطو مختص امن المعلومات والجرائم الإلكترونية

وسفيراً لنوايا الحسنة لمنظمة يونتيك الدولية للأمان على الإنترنت.

جميع الحقوق محفوظة لشركة سايبر وان المختصة في الامن السيبراني والجرائم الإلكترونية لا يحق لكم نقل او اقتباس اي شيء بدون موافقه الشركة قد يعاقب عليها القانون.

للتواصل info@cyberone.co

00972533392585

قصص حقيقية عن الابتزاز الإلكتروني

CyberoneAuthor posts

المهندس احمد بطو مختص أمن المعلومات والجرائم الإلكترونية وسفيراً لنوايا الحسنة لمنظمة يونتيك الدولية للأمان على الإنترنت.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *