اغتصاب وابتزاز طالبة مدرسة، اعتداءات جنسية تبدأ بموافقة الأهل! في كل يوم تمر علنيا عشرات من القضايا المخيفة التي تحدث حولنا، لكن بعض القصص لا يمكن ان نتخطاها او نتجاوزها، ونعي بعدها بشكل طبيعي، خاصةً اذا عرفت مدى الألم الذي تتركه لدى صاحبها، كل ذلك سببه ما نعانيه من ظلم في مجتمعاتنا ونحن لم نلحظ ذلك بعد، وهذا ما تتحدث عنه قصتنا اليوم.

فماذا لو كان الحديث عن فتاة قاصر تعرضت لأبشع عمليات الابتزاز الجنسي والاغتصاب، والمصيبة الكبرى أن أهلها كانوا على دراية ببداية الطريق التي أودت بها للهلاك، والمصيبة الأكبر أن ما حدث كان داخل بيتها بالفعل!

كعادتي وانا اتبع ما وصلني من رسائل على مواقع التواصل الاجتماعي، فتحت رسالة وصلتي، كتب فيها ” انا طالبة مدرسية تعرضت لابتزاز ولاغتصاب وحاليا تحت الاستغلال الجنسي” شعرت بأن صاعقة ضربتني، لكون هذه واحدة من المرات القليلة جداً التي تصلني فيها رسائل صريحة بهذا الشكل وبدون أي مقدمات، والبشع أنها طالبة مدرسة!

أكملت القراءة: ” انا بطلت اغدر اتحمل إنت أملي..مجرد تشوف هيك” من شدة الصدمة أرسلت ردي بسرعة بدون تفكير: تفضلي؟؟

أجابت :” بقدر احكي بسرية تامة لاني فكرت خلص اطلع عظهر البيت وانتحر بطلت اثق بحدا…”

طمأنتها بأن تقول الحقيقة كاملة وبكل صراحة وبالتأكيد سوف اساعدك، ولكن كانت الفتاة قلقة ومترددة قليلاً بحكم العادات والتقاليد التي تحكم مجتمعنا ولا ترحمه وتخنق الضحية اكثر من المعتدي نفسه، واخيراً أجابت:” القصة وما فيها انه انا فتت بعلاقة مع ابن صفي وبلشت العلاقة شوي شوي تتطور بشكل سريع وبيوم من الأيام غلطت وبعتت صور الي في السناب شات على اساس أمن اكثر واذا صور الفيديو او الصورة ببين عندي انو تصورت وبغدر اتصرف بالموضوع..

ولكن للاسف طلعت غبية…

سالتها: ماذا حدث؟ أجابت” ابن صفي بلش يهددني انو ينشر الصور بالبلد وبالمدرسة خاصة انه كل الناس بهاي المساحة بعرفوني ورح تكون فضيحتي اسرع من اي محل ثاني ..فسألتها ما السبب الذي جعله يفكر بموضوع النشر والفضيحة ؟

اجابت:” لأني ما بدي اكمل العلاقة وصار يطلب اشياء كبيرة وانا فعلًا غلطت بأشياء اكبر قبل وما كنت واعية عشو بعمل وهاد اللي كان مشجعه وكاسر عيني قدامه ومخليني مربطة وخايفة ارفض..فسألتها ما هي الأشياء الأكبر؟ ؟!قالت: ” انا وحيدة بالبيت ومدللة واهلي كانو يعرفوا انو انا بعلاقة انا وابن صفي وكان يجي عنا عالبيت ويدرسني وكثير شغلات تصير بالخفية… هاي كانت اكبر غلطة عملتها..

فسألتها: أي ان اهلك على علم بعلاقتك معه؟! فاجابت:” اه”

هنا بدأت اركز تفكيري كيف كل هذا حدث وكيف سأساعدها؟!! وكيف لفتاة صغيرة انت تتأذى بموافقة من أهلها، وبإهمالهم لموضوع جدي ومهم كهذا، وبكل اسف يحدث امام اعينهم، ولك نالأاهم الآن حل قضية هذه الضحية، واكملنا الحديث، لتقول:” هو كثير ضغط علي وقلي بعدين بفضحك وهيك..

وانا الصراحة خايفة وبديش اخسر ثقة اهلي ولا انفضح بالبلد!!

اتفق معي انو ييجي عالبيت وامي وابوي بالشغل وفعلا هاد الي صار واجا عالبيت وحكينا كثير وحاولت امنعه بس ما غدرت…كان متل الوحش اللي بهجم على فريسة والصراحة انا بعدين ضعفت اكثر وبطّلت غادرة اصده ولا امنع اللي عم يصير، وبالاخر صار الي صار بينا ! فسألتها ماذا حدث ؟! اجابت: عملنا علاقة جنسية كاملة وفقدت عذريتي!

وعلى الرغم من الصدمة العارمة التي عشتها في تلك اللحظة، إلا أنني جعلتها تكمل الحديث، وتقول:” تكرر الاشي اكثر من مرة وبعدها بطلت اغدر اتحمل اكثر…

انا  مش مرتاحة وبدي اتوب لربنا وقررت اترك العلاقة لإني بلشت احس اني مربطة من رقبتي وفي اشي بخنقني والموت صار عليّ اسهل من الخضوع لعلاقة جنسية غصبن عني وحرام وممنوعة اجتماعيًا وكل اشي حوليّ برفضها حتى انا متربيتش على انها مسموحة ولا ممكن 1٪؜ انها تكون اشي عادي.

بس لما قررت أنهي العلاقة المقرفة والمتعبة هاي، صار يهدد اكثر عملت عليه بلوك بكل محل وحكيت مع المستشارة بالمدرسة وحكيتلها انو ابن صفي بهددني، كنت مفكرة انه القصة خلصت هون وفش اشي اسوأ ممكن يصير..بس للاسف ما عملت اشي هو قلها معيش اشي وافحصي تلفوني فيوش اشي وقعدتنا مع بعض وانهت كل اشي..قالت  انو ممنوع حدا يحكي مع بعض لو مرحبا وهون عنجد فكرت القصة خلصت وسكرنا الموضوع.

بس بعد شهر بتصلني رسالة من حساب مجهول فيها صوري وبحكيلي انا بعرف انك عملتي علاقة مع … بقلب الدار ووصفلي كل اشي صار وقلي راح احكي مع اهلك واولاد عمك انك بطلتي بنت وراح اقنعهم انهم يعملولك فحص …انا من الخوف والرعبة رديت عليه دغري قلتله مين انت وشو بدك ؟! قلي بدي اياكي بس ساعة وبحذف كل اشي بعدها ..اتصلت بإبن صفي سابقا وقلتله مين هاد الي معه صوري؟! قلي والله ما بعرف ويحلف وبلش يقنعني انو اوافق وبدناش ننفضح ومن هالخراف …وبالفعل ضعفت كمان مرة ورحت معه وابن عمه الاكبر منه اغتصبني بالسيارة…بعرف انه عم بحكي عن مصيبة بس مكنش قدامي خيار ثاني.

انا اذا انفضحت اهلي ممكن يموتوا، ومستقبلي اكيد رح يضيع ورح اعيش كل عمري بسُمعة سيئة محدا يقرب عليّ ولا يحكي معي بسببها..

قلي بعدين اياه قدامك محيت كل اشي اسا انتهى كل اشي!!رغم الصدمة النفسية اللي كنت عايشتها والقرف من حالي ومنهن كلهن الا اني حاولت اتطمن انه خلص، كان مجرد كابوس والحمدلله انه خلص وحياتي رح ترجع طبيعية.بس  فش أسبوع زمان ولا شخص ببعتلي من حساب مجهول انا شفتك بهداك المحل وشب كان نايم معاكِ اسمه فلان فلان وخذي شوفي الفيديو ! فسألتها شو الفيديو؟! اجابت الفيديو من بعيد وانا نازلة من السيارة اعيط وارتب اواعيي..وكافي يثبت انه صار اشي بالسيارة.. وأكملت: طلب مني انو اشلح على الكاميرا وابسطه بس ! الموضوع بنتقل من قرف لقرف، وانا تحولت لانسانة قرفانة من كل الناس وكل الاطراف بتتعامل معي اني بنت مش منيحة والشاطر اللي بده يستغلني جنسيًا على كيفه..

انا بطلت اغدر اكتر اول مرة غلطت بسببي والتانية من الضغط انه انفضح..

بس مش غادرة اكرر غلطي لأنه كل غلط عم بجر مصيبة اقرف واكبر ،صرت افكر انو بدي انتحر وحياتك ساعدني من شان الله والله اهلي ما بستاهلوا كل هاد يصير معهن كله.

هنا بدأ عملي وطلبت منها جميع المعلومات المطلوبة، وبدأ بالتحقيق في القضية حتى وصلت الى أن زميلها كان على اتفاق مع ابن عمه بأن تنام معه كي ينتقم منها، وانه هو من اقنعها بأنه انسان مجنون ومن الممن ان يفضحنا جميعاً، وستكون مرة واحدة فقط، حتى تمكن منها واستغلها بعد ضغط استمر لمدة ثلاثة أيام على الفتاة في عمر 16 ربيع من الصعب ان تصمد امام مثل هذه الوحوش البشرية.

أما الجزء الأقبح، وعند بحثي بالقضية والتعمق اكثر واكثر اكتشفت صاحب الحساب المزيف واستطعت الوصول لكل معلوماته الحقيقية، والذي اتضح انه شخص ثالث لا يجمعه بالشابين أي صلة، حيث جرى ان عرف الفتاة من مناسبة جمعتهم وقرر استغلال الموقف لصالحه، لكي يستغلها جنسياً!

وهنا رأيت ان القرار الصائب بالتواصل مع والدة الفتاة على الرغم من رفضها المتواصل الا انهها وافقت في النهاية، وعندما اخبرت الام بما حدث بالتفصيل انصدمت صدمة لا يمكن تخيلها، والتي قررت ان يتم حل المشكلة بدون تدخل الشرطة، ولكنني رفضت الا ان أمها أصرت بشكل كبير لدرجة انني قدمت كافة الأدلة التي تثبت ادانتهم واعترفوا بكل شيء وقدم الشاب عرض بانه سيتزوج الفتاة بعد سنتين، لكن الأم والفتاة رفضوا.

وانتهت قصة الابتزاز والاستغلال الجنسي لفتاة قاصر هنا، وانتهت معاناتها كي لا تنتحر، على الرغم من انه لم يتم عقاب المجرمين على فعلتهم، لكن ليس لنا الحق بالتصرف بمصير انسان لا يعطينا الموافقة في ذلك، وهذا ما نفضل فعله في حال طلبت الضحية ذلك، كي لا نخسر ثقة الضحية ومصداقيتنا.

وهذه قصة اغتصاب وابتزاز طالبة مدرسة، اعتداءات جنسية تبدأ بموافقة الأهل! كانت نتيجة للحرية الزائدة من الأهل لابنائهم بحجة الدلال او غيره، وعدم مراقبتهم، بالإضافة لجهلهم وخوفهم كضحايا، ولكم ان تتخيلوا لو ان الفتاة اخبرت أهلها منذ البداية، لكان لم يحدث كل ذلك ولم تخضع للابتزاز.

وهنا اود فعلاً أن انوه لظاهرة خطيرة جداً في مجتمعنا وهي العلاقات بين الأطفال وبعلم الأهل اخطر علاقة قد يمر بها الأطفال والتي قد تودي بأولادنا لمصائر لا تحمد عقباها، وهذا بالفعل ما يصلني بشكل شبه يومي من قضايا اغتصاب وابتزاز واستغلال جنسي لطلاب مدارس، ولا قدر الله قد يكونوا اولادكم ان لم توجد التوعية الصحية الكافية.

في النهاية يجب علينا ان نكسب ثقة أولادنا وبناتنا، ونكون اقرب اليهم من انفسنا، مع ضرورة عدم تناسي الحدود التي يجب ان تكون بيننا وبين اولادنا، ولا ننسى ان هناك الكثير من الأشياء التي تربي أولادنا معنا في البيئة من حولنا، ومنها الشارع والأصدقاء، والسوشيال ميديا، والتي قد يكون اغلب أبنائنا ملازمين لها ليل ونهار، إن لم تكن التوعية الكافية موجودة، فكل ما نقدمه لهم من ملبس ومأكل ومشرب وما يجعلنا نبتعد ونهملهم بسببه حتى لو كان كله من اجلهم فلا خير فيه.

لذا كونوا دائما بقرب اولادكم، واجعلوا احترمكم وتربيتكم هي أساس الحياة.

لذا قبل ان تقع المصيبة في بيوتكم لابد أن تواجهوها وان تتصدوا لها وترفعوا من درجة الوعي التكنولوجي والمراقبة عند اطفالكم.

شاركوا المقال على أوسع نطاق كي نستطيع ان نوصل المساعدة لأي ضحية في أي مكان في العالم، ونوصل رسالة حقيقية بأهمية المحافظة على القوة وعدم الرضوخ للمبتز مهما قال او فعل.

تحياتي المهندس #احمد_بطو مختص أمن المعلومات والجرائم الإلكترونية

وسفيراً لنوايا الحسنة لمنظمة #يونتيك الدولية للأمان على الإنترنت

جميع الحقوق محفوظة لشركة سايبر وان المختصة في الامن السيبراني والجرائم الإلكترونية لا يحق لكم نقل او اقتباس اي شيء بدون موافقه الشركة سيعرض صاحبه للمسائلة القانونية.

للتواصل info@cyberone.co

00972533392585

 

قصص حقيقية عن الابتزاز الإلكتروني

CyberoneAuthor posts

المهندس احمد بطو مختص أمن المعلومات والجرائم الإلكترونية وسفيراً لنوايا الحسنة لمنظمة يونتيك الدولية للأمان على الإنترنت.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *